تنفس المزارعون الصعداء بعد الأمطار الأخيرة التي عرفها المغرب، فقد عززت التوقعات بتحقيق محصول من الحبوب في مستوى الكميات التي تحققت في الثلاث سنوات الأخيرة. وكانت المندوبية السامية للتخطيط في المغرب توقعت أن يصل محصول الحبوب المغربي إلى 70 مليون قنطار، وهو التوقع الذي بنته مستندة على حجم الأمطار المسجل حتى نهاية يناير الماضي ومعدل انتشاره من حيث التوقيت و المكان. واعتبر محمد بلعوشي، مسؤول بمديرية الأرصاد الجوية، أن التساقطات المطرية الأخيرة، والتي وصفها بالمعتدلة في وتيرتها، عمت مختلف المناطق في المغرب، وخاصة السهول الغربية والمناطق الوسطى، وهو ذات الرأي الذي عبر عنه أحد الفلاحين الذي اعتبر التساقطات المطرية، التي همت منطقة الشاوية وفاس سايس، تؤشر على موسم فلاحي واعد على مستوى محصول الحبوب. وسوف يستفيد الموسم الفلاحي الحالي من ارتفاع استعمال البذور من قبل المزارعين، حيث تعدت كميات البذور التي تم تسويقها المليون قنطار، علما أن السلطات العمومية خصصت 150 مليون درهم برسم هذه السنة لدعم أسعار البذور التي تتوخى وزارة الفلاحة والصيد البحري نقل الكميات المستعملة منها إلى مليوني قنطار من أجل تحسين المردودية. واعتبر أحد المهنيين أن مآل الموسم الفلاحي على مستوى الحبوب يبقى رهينا بالأحوال الجوية في مستهل نهاية أبريل ومستهل ماي القادمين، حيث يستحضر موجة البرد التي أتت على مساحات مهمة في السنة الفارطة في منطقة فاس سايس، وقبل سنتين في منطقة الشاوية. وعزا بلعوشي التساقطات المطرية الأخيرة إلى الاضطراب الجوي الذي ظهر شمال المحيط الأطلسي والذي هم المغرب من الجهة الغربية، حيث كان عبارة عن سحب ممطرة في أغلبها والتي أعطت تساقطات على شكل زخات، في ذات الوقت أفضى انخفاض الحرارة في الأجواء العليا إلى تساقط الثلوج التي تمثل مخزونا طبيعيا من المياه في الجبال. ووصلت حقينة السدود بعد التساقطات التي عرفها المغرب إلى غاية يوم الثلاثاء المنصرم إلى 15.1 مليار متر مكعبّ، مقابل 12.1 مليار متر مكعب في الفترة نفسها من السنة الماضية، وبذلك انتقل معدل ملء السدود من 77.1 في المائة إلى 96.1 في المائة، علما أن السدود في المغرب لا تحتفظ بكل المياه الواردة عليها خلال التساقطات المطرية، إذ أن كميات مهمة منها تستقبلها البحار. ومن شأن التساقطات التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة أن تساهم في تحسين أمنه المائي. وتقدر الموارد المائية في المغرب بحوالي 20 مليار متر مكعب منها 75 في المائة عبارة عن مياه سطحية، فيما تمثل المياه الجوفية 25 في المائة من مجموع الموارد. وتفيد بعض المعطيات بأن توالي سنوات الجفاف خفض الحصة السنوية للفرد من الموارد المائية من 3000 متر مكعب في بداية الستينيات من القرن الماضي إلى 700 متر مكعب في أفق 2025.