أجج تأخر التساقطات المطرية التخوف من أن يؤثر على الإقبال على البذور المختارة، رغم الجهود التي بذلتها السلطات العمومية في سبيل تسهيل الولوج إليها. علما أن المخطط الأخضر يراهن على تكثيف استعمال تلك البذور من أجل الوصول إلى محصول الحبوب بكميات مرتفعة في مساحات محدودة. و يترقب المزارعون التساقطات المطرية القادمة، حتى ترتفع وتيرة الحرث و استعمال البذور، إذ أن استعمال البذور هم إلى حدود نهاية نونبر الماضي 240 ألف هكتار، بينما تم حرث 2.1 مليون هكتار، بانخفاض بنسبة 25 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي. و قد لاحظ عمار عبد المجيد، عضو المكتب التنفيذي للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي التابعة للاتحاد المغربي للشغل ومدير مركز الأشغال الفلاحية بالصخيرات، أن التساقطات المطرية التي عرفها المغرب في نهاية نونبر الماضي، دفعت المزارعين في جميع أنحاء المغرب إلى الإقبال على البذور، مستدلا على ذلك بما سوقه المركز في تلك الفترة الوجيرة، حيث وصل إلى 3000 قنطار من البذور المختارة، وهي نفس الكمية التي سوقها منذ بداية الموسم الفلاحي. غير أن حماس المزارعين خبا بعد ذلك، مما يعني أن التساقطات المطرية تكون حافزا للإقبال على استعمال البذور المختارة. وشدد عمار على أنه خلافا للمواسم السابقة وفرت وزارة الفلاحة و الصيد البحري، البذور المختارة بأسعار مخفضة، حيث حددتها في 300 درهم للقنطار، في نفس الوقت تمت تغطية جميع المراكز و نقط البيع بما يكفي من تلك البذور. واعتبر أن النصف الأول من دجنبر الجاري سيكون حاسما على مستوى التساقطات المطرية، ومن ثمة عودة المزارعين إلى الإقبال على البذورالمختارة. وتغذي مديرية الأرصاد الجوية الأمل في أن يعرف المغرب تساقطات مطرية في المقبل من الأيام، علما أنه باستثناء التساقطات المطرية الضعيفة التي عرفتها بعض المناطق في المغرب، فإن الحالة الجوية السائدة في الأيام الأخيرة، تتميز بطقس مشمس بالنهار، برودة و صقيع في الليل. وتبلغ موفورات البذور المختارة حوالي 1.45 مليون قنطار برسم الموسم الفلاحي الحالي، بهدف تحسين إنتاجية وجودة الحبوب و التي تهم استعمال البذور المختارة والتسميد واحترام الدورة الزراعية و استعمال آلة البذر. وأعلنت وزارة الفلاحة بمناسبة الإعلان عن إجراءات الموسم الفلاحي الجديد أنه تم برسم الموسم الحالي إرساء دعم يصل إلى 150 درهما للقنطار بالنسبة لبذور القمح اللين و 135 درهما بالنسبة إلى القمح الصلب، في نفس الوقت الذي يقل فيه فرق السعر بين البذور المختارة و البذور العادية من 40 في المائة إلى 13 في المائة بالنسبة إلى القمح اللين، ومن 60 في المائة إلى 25 في المائة بالنسبة إلى القمح الصلب. وفي سبيل تقريب البذور من المزارعين تم اللجوء إلى تكثيف نقاط البيع عبر إحداث 140 نقطة بيع جديدة، مما يعني توسيع الشبكة الحالية بنسبة 40 في المائة، و التوجه نحو إرساء مخزون احتياطي استراتيجي عبر سن منحة للتخزين لمدة 9 أشهر وفي حدود 220 ألف قنطار. وأشار مصدر مهني إلى أن الموسم الفلاحي الحالي يتميز بتوفير ما يكفي من البذور المختارة في جميع المناطق التي تمت فيها زيادة عدد مناطق البيع، حيث يفترض أن يصل العرض إلى 1.45 مليون قنطار، في الوقت الذي لا يتعدى فيه المعدل السنوي في السنوات الأخيرة حوالي 700 ألف قنطار. وإذا كان المراقبون يشددون على أن تعثر الإقبال على البذور المختارة يعود إلى تأخر التساقطات المطرية، فإنهم ينبهون إلى أنه ما دام الموسم عرف محصولا قياسيا من الحبوب، فإن المزارعين يعمدون إلى استعمال ما يتوفر منها، وهذا ما يبرر ضعف استعمال البذور المختارة في المغرب، إذ إن 10% من المساحات المزروعة بالحبوب في المغرب، والتي تبلغ 5 ملايين هكتار، يتم فيها استعمال البذور المختارة،وهو ما يفسر إلى حد كبير ضعف مردودية إنتاج الحبوب في المغرب.