أبدى فلاحون بمناطق فلاحية مختلفة لمراكش منها آيت أور وتغدوين وزرقطن استبشاراً بعد التساقطات المطرية الأخيرة بعثت في أوساطهم فرحة عارمة ونوعا من الارتياح وأملا في إنقاذ السنة الفلاحية من الضياع. مزارعون آخرون اعتبروا هذه التساقطات مؤشرات لطلائع موسم فلاحي واعد في حال استمرارها بانتظام حتى أواخر شهر مارس المقبل. واعترف الفلاحون بأن لا مجال للمقارنة بين السنة الماضية والحالية على اعتبار أن تساقطات الموسم الماضي كانت استثنائية ومنتظمة وسمحت ببلوغ وتحقيق رقم قياسي من إنتاج مختلف أصناف الحبوب، كما أن المنتجات الأخرى كانت جيدة. وبعد أن تبددت توجسات الفلاحين من الوضع المناخي المقلق سُجل إقبال هام على حرث الأراضي الفلاحية وزرع بذور القمح الصلب والرطب والشعير والذرة وحتى القطاني. وبموازاة ذلك لفت مزارعون الانتباه إلى الارتفاع الملحوظ الذي تشهده أسعار الأعلاف مع التساقطات المطرية الأخيرة. وفي مقابل ذلك أكد تقرير للمديرية الاقليمية للفلاحة بمراكش بأن أثمنة بيع بذور الحبوب المختارة (صوناكوص) سجلت نسبة انخفاض هامت مقارنة مع أثمنة الموسم الفلاحي الماضي لتتراوح بذل أثمنته مختلف أصناف حبوب القمح الصلب ما بين 335 و350 365 درهما للقنطار وبنسبة انخفاض تراوحت ما بين 37.6 إلى 39.6 بالمائة. وبالنسبة للقمح الطري فأثمنته تراوحت فيما بين 290 و 305 و320 درهما وبنسبة انخفاض بلغت 17.9 إلى 19.4 بالمائة أما أثمنة أصناف الشعير فتراوحت ما بين 196 و211 و 226 درهما وبنسبة انخفاض تراوحت ما بين 1ر44 إلى 5ر48 بالمائة. وذكر ذات التقرير أن الكميات التي تم تسويقها من بذور الحبوب الخريفية وحتى نهاية شهر دجنبر الماضي بلغت 2.398 قنطار وبنسبة ناهزت 82.6 بالمائة من مجموع الكميات المتوصل بها: 2.901 قنطار موزعة كالآتي: القمح الصلب 1.391,5 والقم ح الطري 1.509.5. وأشارت المديرية الفلاحية إلى أن الظروف المناخية التي ميزت بداية الموسم الفلاحي اتسمت بتأخر واضح للتساقطات المطرية الخريفية بحيث أن حجمها لم يتعد حتى مستهل يناير 118.9 ملم وبنسبة تمثل 62.9 بالمائة مقارنة مع تساقطات الموسم الماضي خلال نفس الفترة والتي بلغت آنذاك 189 ملم. وبلغت المساحة الاجمالية المزروعة بالحبوب الخريفية خلال بداية الموسم الفلاحي الحالي 67.340 هكتار وبنسبة تمثل 52.3 بالمائة من المساحة الاجمالية المخصصة لزراعة الحبوب والتي تناهز 128.600 هكتار حيث كان لتأخر التساقطات المطرية أثره المباشر في ذلك. وتوزعت المساحات المزروعة بالقمح الصلب والطري والشعير لتبلغ بأراضي البور 56.970 هكتار في مقابل 10.370 بالأراضي السقوية. إلى ذلك أكد مختصون في الشأن الفلاحي بأنه في حال استمرار التساقطات المطرية بكميات ملائمة ومنتظمة من شأن ذلك تهييء الظروف الملائمة لانبات سليم للحبوب وتحسين الغطاء النباتي للمراعي بالمنطقة مشددين على ضرورة ترشيد الثروات المائية الجوفية والتدبير المحكم والمعقلن لحقينة السدود.