سجل المدار الفلاحي لجهة طنجة منذ انطلاق الموسم الزراعي الحالي, تساقطات مطرية قياسية بلغت ضعف المعدل المسجل خلال الفترة نفسها من سنة 2008. وحسب مسؤولين بالمديرية الإقليمية للفلاحة, فقد بلغ معدل التساقطات خلال الموسم الجاري 5ر795 ملم, تهاطلت على مدى خمسين يوما مطيرا بين بداية الموسم الفلاحي ومتم يناير الماضي, وهو ما يشكل حوالي ضعف متوسط معدل التساقطات المسجل خلال العقد الأخير والذي بلغ 7ر412 ملم, أي بفائض يقارب 93 بالمائة. وكالأشهر السابقة, سجل شهر يناير تساقطات قوية تجاوزت المعدل المسجل على صعيد الجهة بما مجموعه 134 ملم. وبالرغم من الانعكاسات الإيجابية لهذه التساقطات على البيئة كتعزيز الفرشات المائية التي كادت تجف بعد توالي سنوات الجفاف, فإنه من المنتظر أن تنعكس سلبا على النشاط الاعتيادي للمزارعين خلال الموسم الفلاحي. وتبرز أرقام المديرية الإقليمية للفلاحة تراجعا مهما في مساحة الأراضي المزروعة, حيث تقلصت المساحة المحروثة بإقليم طنجة أصيلة بحوالي 19 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية بسبب اجتياح مياه الأمطار لعدد من الأراضي. وقد بلغت المساحة المزروعة حوالي 36 ألف و610 هكتارا من الأراضي, خصص 7ر80 بالمائة منها إلى الزراعات الخريفية نتيجة تأخر توقف هطول الأمطار لفسح المجال للزراعات البكرية. وتأتي زراعة الحبوب على رأس المساحات المزروعة بحوالي 17 ألف و270 هكتارا, متبوعة بالزراعات العلفية بحوالي 10 آلاف و320 هكتارا, ثم زراعة القطاني بحوالي 2300 هكتارا. ومقارنة مع الموسم الفلاحي الماضي, تقلصت هذه المساحات على التوالي ب9ر12 بالمائة و6 بالمائة و10 بالمائة. وبالرغم من تراجع المساحات المزروعة, تعد وفرة التساقطات بموسم فلاحي جيد إذا ما تحسنت الأحوال الجوية خلال شهري مارس وأبريل المقبلين.