احتفل حقوقيون في مدينة فاس باليوم العالمي للمرأة (8 مارس)، مساء يوم أول أمس الثلاثاء، في ظل حضور أمني مكثف وسط المدينة، مرددين شعارات تطالب ب«الحق في الاحتجاج» وتعبر عن رفضها لمدونة الأسرة، التي وصفتها ب«المشبوهة»، وتنادي بالمساواة بين الرجال والنساء في الحقوق. واستعرض بيان لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وهي الجهة التي دعت إلى هذه الوقفة الاحتجاجية التي تميزت بحضور وُصِف ب«الباهت» للنساء المحتفى بهن، مقابل حضور مكثف للذكور، «استمرار مختلف مظاهر العنف والتحرش ضد النساء في العاصمة العلمية». واستعاد البيان «محنة» إحدى النقابيات التي اتهمت الكاتب الجهوي للاتحاد المغربي للشغل بالاعتداء عليها وتهديدها بالاغتصاب. وقالت الجمعية إن ما تعرضت له النقابية فتيحة الوزاني من قبل الكاتب الجهوي للنقابة، الحاج محمد الراشدي، يؤكد «استمرار العقلية الذكورية التي تناهض مشاركة النساء في الإطارات السياسية والنقابية والمدنية» في المدينة. كما استعادت «محنة» فتاة تقول إنها تعرضت للتعذيب والاغتصاب في قلب مخفر شرطة ولاية أمن فاس أثناء اعتقالها، بناء على شكاية لمشغلها الذي اتهمها بالسرقة، وهي التهمة التي برّأتها منها المحكمة. وذكرت الجمعية التي نصّبت نفسها طرفا مدنيا في الملف أن عميد وضابط شرطة يعملان في ولاية أمن فاس متهمان بالاغتصاب سيمثلان أمام محكمة الاستئناف يوم 14 مارس الجاري. وقد رسم حقوقيو المدينة «صورة قاتمة» عن أوضاع النساء في المدينة. فقد تحدثوا عن «استمرار الاتجار المنظم في النساء واستغلالهن في البغاء» في عدة فضاءات في المدينة، ذُكِرت منها «ساحة فلورنسا»، و«حديقة الريكس» و«السخينات» و»العلب الليلية»، وأرجع الحقوقيون انتشار الدعارة إلى «انعدام فرص الشغل». كما أشاروا إلى استمرار تزويج القاصرات والترخيص بتعدد الزوجات وعدم احترام الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للنساء العاملات بالخصوص في قطاع الخياطة والتصبير، و«التي لا يحترم فيه الحد الأدنى للأجور وعدد ساعات العمل وعطلة الأمومة...». وسجل المصدر نفسه تردي الخدمات العمومية، «وخاصة في مجال الصحة الإنجابية وما لها من تأثير على صحة النساء وأطفالهن». وقالت جمعية إن العديد من النساء القاطنات في الدور الآيلة للسقوط في مجموعة من مناطق مدينة فاس، وكذلك القاطنات بدور الصفيح يعشن تحت التهديد. وشهدت هذه الوقفة الاحتجاجية، «سوء تفاهم» بين أعضاء الجمعية وبين طلبة ينتمون إلى فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، بعدما عبَّر هؤلاء عن رغبتهم في تلاوة بيان أعدوه للمناسبة. وتحدث الطلبة القاعديون، في تقرير لهم، عن «محاصرتهم» في المركب الجامعي «ظهر المهراز» من قبل قوات التدخل السريع والقوات المساعدة، لمنعهم من المشاركة في هذه الوقفة الاحتجاجية. ولم تكن المناسبة فقط للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، فقد «استغل» حقوقيو المدينة هذه الفرصة للمطالبة ب«دستور ديمقراطي» وب«إطلاق الحريات» وب»مساءلة» المتورطين في ملفات الفساد وشتحرير الجامعة»، بعدما تحولت، في نظرهم بسبب الاقتحام، إلى «ثكنة عسكرية»، ورددوا أبياتا من قصيدة الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي، تشترط «استجابة القدر» و«انجلاء الليل» و«انكسار القيد»، إذا ما الشعب يوما أراد الحياة... وكما رفع المحتجون شعارات مناهضة للعقيد الليبي، الذي وصفوه ب«الحقير» الذي «عاقْتْ» به الجماهير، ووصفه بيان الجمعية ب«الديكتاتوري»، الذي يعرض شعبه ل«إبادة جماعية». وأشاد البيان بشالدور الفعال للنساء في الانتفاضات والثورات» التي اندلعت في كل من تونس ومصر وليبيا.