تواصلت فعاليات مهرجان تيفاوين بتافراوت لليوم الرابع على التوالي، بعقد قران جماعي لثمانية أزواج ينحدرون من المناطق الجبلية المحيطة بمدينة تافراوت، وذلك بهدف تشجيع أبناء المنطقة على تفعيل سنة الزواج والمساهمة في تخفيض نسبة العنوسة في صفوف الفتيات المتقدمات في السن. وقد وثق عقد القران الجماعي، الذي ينظم لأول مرة بالمنطقة، عدد من العدول المعتمدين بمحاكم الجهة، كما شهد أطواره بعض فقهاء المساجد بالمنطقة وبعض الأعيان وعدد من أقارب المتزوجين، فيما تخلف عن حضور مراسيمه ثلاثة أزواج بسبب الطابع المحافظ الذي يميز المنطقة، وخوف الأهالي من وقوع انفلاتات قد تؤثر على سمعة العائلة بعد الاحتفال، وهو ما أقره الحسين الحسايني، رئيس جمعية فستفال تيفاوين، بالقول: «إن هناك تخوفا لدى بعض الأسر من هذا القران الجماعي، حيث اعتقد البعض أننا سننظم عرسا جماعيا يتم خلاله تقديم الأزواج أمام الملأ، إلا أننا اكتفينا بالقران الجماعي لعلمنا المسبق بمستوى الطابع المحافظ السائد بالمنطقة»، مضيفا أن «ردود الأفعال تجاه أية مبادرة جديدة من هذا النوع طبيعية، وقد تمكنا والحمد لله من التقعيد لهذه البادرة وتصحيح التصورات الخاطئة بشأنها، ونتمنى أن تتوسع أكثر في السنوات المقبلة». وعن الإطار العام الذي يندرج فيه هذا القران الجماعي، قال حسايني إنه «جاء في إطار إدراج البعد الاجتماعي ضمن أنشطة المهرجان، من خلال تحفيز الشباب على الزواج في منطقة تافراوت المعروفة بتقدم سن الزواج في صفوف شبابها وشاباتها»، مؤكدا أن «الهجرة الجماعية التي حدثت بالمنطقة أثرت على إقبال الشباب على الزواج، كما أثرت على ظاهرة السقير (ظاهرة خاصة بمنطقة تافراوت ويتم خلالها التقاء الفتيان بالفتيات في جو أخوي أمام الملأ) التي كانت تساهم بشكل كبير في بلورة فكرة الارتباط الأسري في صفوف أبناء وبنات المنطقة، وهو ما جعل الجمعية تفكر في تخصيص دعم مالي للراغبين في الزواج تزامنا مع أنشطة المهرجان، بمساعدة من أحد أبناء المنطقة الذين يعملون في مجال المقاولة المواطنة». وارتباطا بأنشطة المهرجان التي لقيت إقبالا جماهيريا ملفتا، نظمت مسابقة في إملاء الحرف الأمازيغي المعروف ب»تيفناغ» بين تلاميذ 6 نيابات تعليمية بأكاديمية جهة سوس ماسة درعة، وهي «تيزنيت، زاكورة، ورززات، تارودانت، إنزكان، اشتوكة آيت باها»، حيث أجريت المباراة بمدرسة محمد الخامس التي افتتحت بعد تأهيلها من طرف إحدى شركات الصباغة، وتنافس المشاركون على كتابة نص أمازيغي يتكون من 113 كلمة، ويتمحور حول موضوع التراث الفني الأمازيغي. وقد أشرف على عملية الإملاء كل من أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وفاطمة أكناو، باحثة في مجال اللسانيات بالمركز الديداكتيكي للمعهد الملكي الأمازيغي، كما أشرف على عملية التصحيح والتدقيق الإملائي عدد من المنسقين الجهويين بنيابات جهة سوس ماسة، وعدد من أساتذة المادة بالمستويات التعليمية المختلفة، كما أسفرت المسابقة عن فوز نيابة تارودانت بالمرتبة الأولى بعشرة أخطاء، فيما حصلت نيابة تيزنيت على المرتبة الثانية ب13 خطأ، أما نيابة تارودانت فقد اكتفت بالرتبة الثالثة بمجموع أخطاء بلغ 17 خطأ إملائيا. وفي أعقاب هذا النشاط الديداكتيكي، قال حسن أخواض، المشرف التربوي لفستفال تيفاوين، إن «النجاح الذي لقيته المسابقة، إقليميا وجهويا، جعلنا نفكر في توسيع الدائرة والانفتاح على باقي جهات المملكة القريبة، على أمل أن تكتسي المسابقة بعدا وطنيا في أفق الدورات المقبلة».