تميز اليوم الأخير من مهرجان تيفاوين بأمسية أمازيغية بما تحمله الكلمة من معنى ، حيث حج الجمهورإلى مدينة تافلراوت من كل المناطق المجاورة و قدر الحضور بحوالي 10000 شخص، كانوا على موعد مع الفنان محمد رويشة، الذي يتميز بشعره الشعبي المحمل برموز غنية نابعة من التراث الأمازيغي ومعروف أن رويشة يستمد أصالته من تمازج الثقافات، ولقد أستطاع هذا الفنان، رائد الأغنية الأمازيغية بالأطلس المتوسط صحبة آلة «لوطار» والمجموعة المرافقة له أن يشد إليه أسماع الحاضرين الذين تجاوبوا معه كليا . وبعد ذلك ، أتى دور الفنان الساخر الحسين بنياز الذي فاجأ الجميع بتقديم عروضه بالأمازيغية، وفي قالب ساخر تناول مواضيع إجتماعية وسياسية لها إرتباط بالمنطقة، كما أثار معانات ووضعية المرأة التافراوتية القروية، وعلى العموم كانت فكاهته وسخريته هادفة بحيث كعادته عرف كيف يتعامل مع الخشبة والجمهور معا الذي إستحسن العرض الأول بالأمازيغية، وتجدر الإشارة أن الفنان الحسين بنياز ينحدر من منطقة بتافراوت . وفي الختام استقبل الجمهور مجموعة «إزنزارن إكوت عبد الهادي»، المجموعة الفنية التي تأسست سنة 1972 ، وهي إحدى المجموعات التي تركت بصماتها في تاريخ الأغنية الأمازيغية وسجلت تاريخها من ذهب في سجل المجموعات السوسية ، حيث أبدع أفراد المجموعة صنفا غنائيا متميزا في الأغنية الأمازيغية المعروف ب «تزنزارت» الفريد بإيقاعاته وأشعاره والموضوعات المتناولة، وقد عبرت هذه الفرقة عن طموحات جيل بكامله كما عبرت بلسانه المتعطش إلى الأغنية الأمازيغية .