عمد رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء محمد ساجد، في محاولة لامتصاص غضب مستشاري مجلس مدينة الدارالبيضاء واحتواء الحملة الكبيرة المطالبة برحيله عن رئاسة المدينة، إلى إجراء سلسلة من اللقاءات مع الفرق السياسية داخل المجلس. وهكذا عقد ساجد أول أمس الثلاثاء لقاء مع مستشاري العدالة والتنمية بمجلس المدينة، امتد من الساعة الخامسة والنصف زوالا إلى حدود العاشرة ليلا. وقد فضل ساجد أن يكون وحيدا في مواجهة العدالة والتنمية. وقال مصطفى الحيا، في اتصال مع «المساء» صباح أمس الأربعاء، إن اللقاء مع ساجد كان في مكتبه بمجلس المدينة بعدما كان رئيس المجلس قد اقترح عقده في داره، غير أن فريق العدالة والتنمية رفض الفكرة، مقترحا أن يكون اللقاء في مكتبه. ووصف الحيا، الذي يرأس أيضا مقاطعة مولاي رشيد، اللقاء بأنه كان «صريحا صراحة جارحة»، وخلالها تقدم حزب العدالة والتنمية بتصوره بإخراج مجلس المدينة من الوضعية الحالية التي يوجد عليها، والتي وصفها بأنها «وضعية عبثية». وطالب العدالة والتنمية بتوفير كافة الوثائق المتعلقة بالحساب الإداري أو غيرها وإعطاء المستشارين حق الاطلاع عليها وكذا إعادة هيكلة بعض الأقسام وإزاحة بعض رؤساء الأقسام «المتجبرين». وقال مصطفى الحيا إن على محمد ساجد أن يعطي إشارات جديدة تقطع مع طريقة التدبير السابقة لشؤون مجلس المدينة. وأشارت بعض المصادر المطلعة إلى وقوع خصام بين أعضاء فريق العدالة والتنمية قبل أن يعقدوا لقاءهم مع عمدة المدينة، غير أن تلك المصادر لم تذكر أي معلومات أخرى حول أسباب ذلك الخصام. ومن المفترض أن يكون محمد ساجد قد عقد مساء أمس الأربعاء لقاء بفريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المدينة. وذكرت بعض المصادر المطلعة أن اللقاء كان مقررا أن يكون في منزل سفيان قرطاوي النائب السابع لمجلس المدينة. ومن جهة أخرى، قال محمد حدادي، عضو مجلس مدينة الدارالبيضاء عن حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس مقاطعة سيدي عثمان، في اتصال مع «المساء» صباح أمس، إنه من المنتظر أن يعقد محمد ساجد لقاء مع فريق التجمع الوطني للأحرار يوم غد الجمعة، مشيرا إلى أن هذا اللقاء سيتم بمقر حزب الأحرار بالدارالبيضاء. وقال حدادي إن الهدف من هذه اللقاءات هو محاولة تجاوز الاختلالات التي عرفها تدبير شؤون مجلس المدينة، خاصة في الآونة الأخيرة، والتي تجلت على الخصوص، حسب حدادي، في تحول جزء من الأغلبية إلى معارضة لطريقة التدبير داخل المجلس. يشار إلى أن الاحتجاجات التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء، والتي شارك فيها عدد من مستشاري مجلس المدينة، مؤخرا، رفعت شعارات مطالبة بإسقاط و رحيل محمد ساجد. كما أن مستشاري مجلس المدينة اعتصموا الأسبوع الماضي من أجل إسقاطه، وهو الأمر الذي دفع ساجد إلى تعليق دورة فبراير المخصصة للحساب الإداري إلى أجل غير محدد.