حاول محمد ساجد، رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء، أن يُبرّئ ساحة «ليديك» من أي مسؤولية عن الفيضانات التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء في نهاية شهر نونبر الماضي، عندما غرقت أغلب أحياء المدينة وانقطع التيار الكهربائي عن بعض الأحياء لمدة تقارب أربعة أيام. وقال محمد ساجد، خلال ندوة صحافية عقدها صباح أمس الخميس بمقر ولاية الدارالبيضاء وخصصها لتدارس الفيضانات التي نجمت عن الأمطار «الاستثنائية» التي تهاطلت على المدينة في نهاية الشهر الماضي، إن جزءا من المسؤولية يتحملها مجلس المدينة، باعتباره السلطة المفوضة التي لها صلاحيات الرقابة والتتبع والتقييم، وتتحمل جزءا منها شركة «ليديك». ونفى ساجد أن يكون الهدف من الندوة الصحافية هو الدفاع عن شركة «ليديك»، وقال: «ليس هدفنا هو الدفاع عن «ليديك» أو محاكمتها، مهمتنا هي الدفاع عن مصالح الدارالبيضاء وسكانها». وحين سئل محمد ساجد عن حضور جون بيير إيرمينو، مدير شركة «ليديك» الدورة الاستثنائية التي سيعقدها مجلس المدينة اليوم الجمعة، بدا ساجد مستاءا من المقال الذي نشرته «المساء» في عدد أمس الخميس، دون أن يشير إلى اسم الجريدة، والذي تحدثت فيه عن اجتماع «سري» جمع بينه وبين مدير الشركة، وقال: «لقد اكتشفت هذا الصباح في جريدة محترمة أنني عقدت لقاء مع مدير شركة «ليديك» واقترحتُ عليه عدم حضور الدورة الاستثنائية». وتابع قائلا: «نحن لا نعقد اجتماعات سرية».. ثم أردف قائلا إنه لا مانع لديه من حضور مدير الشركة أو أي مسؤول آخر الدورةَ الاستثنائية، مشيرا إلى أن «هذا الأمر (من يحضر الدورة هل المدير شخصيا أو أي مسؤول آخر) يهمهم في الدرجة الأولى، ونحن لا مانع لدينا في أن تكون «ليديك» حاضرة معنا وتعطينا نظرة عن التدابير التي اتخذتْها أو التي ستتخذها». واعترف محمد ساجد بتقصيره في مجال التواصل مع الصحافة الوطنية، «التي تقع في بعض الأحيان في الخطأ أو اللبس».. مشيرا إلى أن هذه الندوة الصحافية التي عقدها أمس لا تهدف إلى سحب البساط من تحت أقدام مستشاري مجلس المدينة، وقال إن الندوة لا علاقة لها بالدورة الاستثنائية التي سيعقدها اليوم الجمعة مجلس المدينة. وقال ساجد: «اليوم سنستمع إلى الصحافيين وغدا إلى المستشارين الجماعيين من أجل إبداء ملاحظاتهم بشأن ما وقع في الدارالبيضاء مؤخرا. وكشف محمد ساجد عن مخطط استثماري تكميلي ينضاف إلى المخطط المبرمج من 2011 إلى 2015، والذي خُصِّص له غلاف مالي يقدر ب4 ملايير و200 مليون درهم. وقال ساجد إن ما وقع لمدينة الدارالبيضاء يفرض مخططا تكميليا تقدر قيمته ب150 مليون درهم، من أجل محاولة سد الخصاص في البنيات التحتية، خاصة على مستوى قطاع الماء والكهرباء والتطهير. ولم تخل الندوة الصحافية من مشاداة كلامية بين ساجد وبعض مستشاري مجلس المدينة، فقد احتج مصطفى الحيا، عضو مجلس المدينة، على عدم استدعاء المستشارين الجماعيين إلى الندوة الصحافية، كما احتج مصطفى رهين على تفادي ساجد الإجابة عن سؤال طرحه عدد من الصحافيين، والخاص بالتقرير الذي أنجزته مصلحة المراقبة الدائمة، والذي تكشف فيه عن «اختلالات وخروقات شركة «ليديك». وفي خطوة تصعيدية، قررت كل من تنسيقية البيضاء لمناهضة غلاء المعيشة وتدهور الخدمات العمومية ولجنة متابعة ملف السكن تنظيم وقفة احتجاجية ضد شركة «ليدك» ومجلس المدينة، اليوم الجمعة، 24 دجنبر، ابتداء من الساعة العاشرة والنصف صباحا في ساحة محمد الخامس أمام الولاية، تزامنا مع الدورة الاستثنائية لمجلس المدينة.