علمت «المساء»، من مصدر مطّلع، أن محمد ساجد، عمدة الدارالبيضاء، التقى «سرا» جون إيرمينو، مدير شركة «ليديك» المكلفة بتدبير قطاع الماء والكهرباء في المدينة. وذكر مصدرنا أن ساجد اقترح على جون إيرمينو عدمَ حضوره خلال الدورة الاستثنائية التي من المنتظَر أن يعقدها المجلس يوم غد الجمعة، من أجل تدارس الفيضانات الأخيرة التي «ضربت» المدينة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ذكر مصدرنا أن ساجد وعد مدير الشركة الفرنسية بأنه «سيتكفل» شخصيا بالدفاع عن الشركة وبمواجهة الانتقادات التي قد تصدر عن المستشارين الجماعيين «الغاضبين» من أداء الشركة، فيما فسرت بعض المصادر مساندة ساجد ل«ليدك» بالعلاقة الغامضة التي تربط الطرفين في مشاريع مشتركة. وأضافت المصادر ذاتها أن محمد ساجد قام، بعد اجتماعه بمدير شركة «ليديك»، بالاتصال برؤساء الفرق الممثلة داخل مجلس المدينة وطلب منهم أن يعقدوا لقاءات مع أعضاء فرقهم واقترح عليهم أن يأخذ الكلمة خلال الدورة الاستثنائية رؤساء الفرق فقط، حتى يتم «التحكم» في الأمور. ومن جهة أخرى، أشارت مصادر مطلعة إلى أن محمد ساجد يعمل على «إقبار» تقرير لجنة التتبع لشركة «ليديك»، وهو التقرير الذي كشف عن عدد من الأخطاء التي وقعت فيها الشركة. وأضافت المصادر ذاتها أن «محمد ساجد لا يرغب في الكشف عن هذه الأخطاء والعيوب». وقال عزيز مومن، عضو مجلس المدينة، في اتصال مع «المساء» صباح أمس الأربعاء، إن حضور مدير شركة «ليديك» خلال الدورة الاستثنائية للمجلس أمر ضروري، وأكد ذلك بقوله: «إننا لا نطالب برأس مدير الشركة، بل إننا، كمستشارين جماعيين، نطالب فقط بإعطائنا توضيحات بشأن الفيضانات التي وقعت مؤخرا في المدينة». وأضاف: «قيل لنا إن الأمطار الأخيرة التي أدت إلى الفيضانات كانت استثنائية، ولكننا نلاحظ أن نفس المناطق التي شهدت فيضانات هذه السنة شهدتها خلال السنوات الأخيرة، ففي العام الماضي أغرقت 40 مليمترا حي مبروكة وشارع فاس، وهذا العام وقع نفس الشيء. إذن، هناك خلل في البنية التحتية». وكانت نائب مدير شركة «ليديك» قد عقد عقد، أول أمس الثلاثاء، لقاء مع المكلفة بالتدبير المفوض لقطاع الماء والكهرباء في الدارالبيضاء ولكن اللقاء، الذي دام حوالي 20 دقيقة، كان مآله الفشل، بعدما تمسك المستشارون الجماعيون، المنتمون إلى مختلف الفرق الممثلة في مجلس المدينة، بضرورة حضور مدير شركة «ليديك» نفسِه، لمناقشة موضوع الفيضانات، وبضرورة الاطّلاع على التقرير «المفصَّل»، الذي أعدّته مصلحة المراقبة الدائمة في شركة «ليديك» حول الفيضانات.