أفضى تنسيق أمني بين الضابطة القضائية لآسفي ونظيرتها في مراكش، يوم الاثنين الماضي، إلى اعتقال ابن مسؤول كبير في الدرك لا يتجاوز عمره 25 سنة بعد أن ظل لمدة 8 أسابيع متخفيا عن الأنظار ومبحوثا عنه بعد الاشتباه في كونه المتهم الرئيسي في جريمة قتل أستاذ للتربية البدنية وُجدت جثته ملفوفة في غطاء صوفي ليلة رأس السنة ومتروكة في الخلاء في «تجزئة الوحدة»، القريبة من منطقة قرية شمس في الحدود الشرقية لمدينة آسفي. واستنادا إلى معطيات أمنية دقيقة فقد جرى اعتقال المتهم أمام المحطة الطرقية لمدينة مراكش، بعد أسابيع طويلة من التتبع والرصد لتحركاته وتنقلاته بين عدد من المدن، أبرزها طنجة وأصيلا والدار البيضاءومراكش، حيث قادت تحريات أمنية استدعت تنسيقا أمنيا بين الضابطة القضائية لآسفي ونظيراتها في عدد من المدن إلى استعمال أحدث تقنيات الرصد بوسائط الاتصال التي كان يستعملها المتهم بحذر شديد، مكّنت من تحديد مكانه واعتقاله وتسليمه إلى الضابطة القضائية لآسفي. وحسب المعطيات ذاتها، فقد اعترف المتهم بكل تفاصيل جريمته في محضر الاستماع إليه ونفى أن يكون له شركاء، مضيفا أن الغرض من ارتكابه جريمة القتل هو حاجته إلى سيارة لينتقل بها إلى إحدى مدن الشمال، للتباهي بها أمام صديقته التي كان يدعي أمامها أنه يعمل في صفوف رجال الدرك، وهو السبب الذي جعله يتصل بالضحية، الذي كان يعمل أستاذا للتربية البدنية والذي كان يعلق على زجاج سيارته إعلانا برغبته في بيع سيارته. وقد اعترف المتهم، وهو ابن مسؤول كبير في الدرك الملكي، أنه استدرج الضحية إلى بيته، بدعوى حاجته إلى استشارة أخيه في السيارة التي سيشتريها منه، قبل أن يباغته وسط البيت بضربة ساطور قاتلة أردت الضحية قتيلا على الفور، فيما عمد بعدها إلى لف الجثة في غطاء صوفي ورميها في ركن مظلم، في ليلة رأس السنة، في «تجزئة الوحدة» في «قرية شمس»، لكنه سيعود من جديد ليصب عليها البنزين ويضرم فيها النيران للتخلص من كل آثار الجريمة على حد قوله. إلى ذلك، علمت «المساء» أن كل الإجراءات المسطرية قد اتُّخِذت لإعادة تمثيل الجريمة، قبل عرض المتهم على أنظار الوكيل العام للملك، فيما تفيد معطيات دقيقة أخرى أن المتهم كان خلال 8 أسابيع من هروبه يتخذ احتياطات كبيرة أخّرت اعتقاله، قبل أن ترسم الضابطة القضائية خطة وكمينا محكما للإطاحة به، عبر رصد اتصالات خاصة كان يجريها مع إحدى المقربات منه.