علمت «المساء» بأن تنسيقا أمنيا موسعا جرى بين الضابطة القضائية في آسفي وفرق أمنية وطنية تنشط في عدة مدن مغربية من أجل تعقب آثار ابن مسؤول كبير في الدرك مشتبه في اقترافه جريمة قتل وإحراق جثة أستاذ للتربية البدينة كان يعمل في الثانوية الإعدادية «الرازي» الموجودة في الجماعة القروية لسيدي عيسى، شرق مدينة آسفي. واستنادا إلى معطيات دقيقة توصلت بها «المساء»، فإن المشتبه فيه لازال ومنذ ليلة رأس السنة، تاريخ اقتراف الجريمة، مختفيا عن الأنظار، كما أن تحريات عناصر الشرطة القضائية أبانت أنه قطع اتصالاته بعائلته ومحيطه الاجتماعي، وأنه يختبئ في مكان ما بعيد عن مدينة آسفي، في وقت تم العثور فيه على سيارة الضحية متروكة في أحد أزقة مدينة أصيلة. وحسب ذات المعطيات، فإن مرور شهر على اقتراف جريمة قتل في مدينة آسفي وإحراق جثة الضحية وسرقة سيارته دون اعتقال الجاني، كلها معطيات عجلت بالتعاون الأمني الوطني في هذه القضية، كما أن وجود رابط علاقة أبوية بين المشتبه فيه ومسؤول كبير في الدرك الملكي زادت من حساسية الملف، وهناك الآن تحريات دقيقة تقوم بها فرق أمنية على صعيد عدة مدن مغربية لتعقب آثار ابن الدركي الفار. وأشارت معلومات ذات صلة إلى أن وجود جثة الضحية متفحمة مسألة عقدت من تحديد هوية صاحبها، كما أن تحريات قامت بها الضابطة القضائية في آسفي حول ملابسات هذه الجريمة أبانت أن المشتبه فيه استدرج الضحية من أجل شراء سيارته، قبل أن يظهر لبعض أصدقائه وهو يسوقها بمفرده ويختفي في اليوم الموالي عن الأنظار مباشرة بعد اكتشاف جثة متفحمة ملفوفة في غطاء صوفي متروكة في الخلاء بتجزئة الوحدة القريبة من منطقة قرية شمس، على الحدود الشرقية لمدينة آسفي. هذا، وتفيد معطيات غير متأكد من صحتها من مصدر رسمي بأن المشتبه فيه يستعمل إجراءات احترازية كبيرة في التنقل واستعمال وسائل الاتصال الحديثة، وهي ذاتها الإجراءات التي مكنت حتى الآن من تخفيه عن الأنظار وعدم سقوطه في شباك رجال الأمن، فيما مصادر أخرى تفيد بأنه من المرجح تلقيه مساعدات «خاصة» من مقربين منه لبقائه خارج دائرة التتبع والرصد لفرق أمنية مجندة على مدار اليوم والأسبوع لاعتقاله والاستماع إليه في شأن ظروف وملابسات جريمة قتل اهتزت لها مدينة آسفي صبيحة أول يوم من السنة الجديدة.