سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ذوو سوابق سخروا قاصرين في المواجهات مع رجال الأمن بمراكش وعمدوا إلى سرقة المحلات والأبناك تسليم قاصرين اعتقلوا في المواجهات إلى ذويهم وأصحاب محلات الأكل بجامع الفنا دافعوا عن سيارة للأمن حاولت عصابة مهاجمتها
بعد ليلة رعب، ويوم أسود عاث فيه «البلطجية» فسادا وتخريبا في شوارع مدينة مراكش، بدأت الصورة تتضح شيئا فشيئا، حيث كشفت مصادر موثوقة في حديث مع «المساء» أن عددا من الذين كانوا يتزعمون عمليات النهب والسرقة، التي تعرضت لها المحلات التجارية بمدينة مراكش يوم الأحد الماضي، هم من ذوي السوابق الإجرامية، وسبق لهم أن أدينوا بتهم مختلفة، توزعت بين السرقة الموصوفة، والضرب، والجرح، والاغتصاب... وفي الوقت الذي قامت المصالح الأمنية بتسليم العشرات من القاصرين، الذين اعتقلوا خلال الأحداث، التي كانت منطقة باب الخميس وسيدي يوسف بنعلي مسرحا لها، إلى ذويهم، أوضحت مصادر «المساء» أن حوالي 20 موقوفا تقررت إحالتهم على المحكمة. واستنادا على معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر أخرى، فإن المصالح الأمنية أطلقت مذكرة بحث في حق بعض الأشخاص المتورطين في عمليات تخريب بعض المؤسسات البنكية والمحلات التجارية والإدارات، بعدما كشفت تحريات أجرتها المصالح الأمنية تورطهم في عدد من الأعمال التخريبية والاعتداءات التي طالت رجال الأمن. وأوضحت مصادر «المساء» أن أصحاب السوابق الإجرامية قاموا باستغلال قاصرين كحطب لإشعال المواجهات وأعمال العنف ضد رجال الأمن، في حين عمدوا إلى القيام بأعمال السرقة والنهب، التي طالت العشرات من المحلات الفاخرة بشارع محمد الخامس ووكالات بنكية بمنطقة سيدي يوسف بنعلي. وقد صد أصحاب محلات الأكل بساحة جامع الفنا ليلة الأحد هجوما لعصابة مسلحة بسيوف وآلات حادة، كانت بصدد مهاجمة سيارة لرجال الأمن، كانت ترابط وسط الساحة. وأوضحت مصادر من ساحة جامع الفنا الشهيرة أن عمليات الملاحقة، التي قادها رجال الأمن للمخربين، وسط دروب المدينة العتيقة، استمرت إلى أن وصل المطارَدون إلى ساحة جامع الفنا حيث لاحظوا سيارة أمن، فتوجهوا صوبها قصد تخريبها والاعتداء على من بداخلها، لكن تدخل بعض أصحاب محلات الأكل حال دون وصولهم إلى سيارة الأمن. وقام المخربون بحرق مقر الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء «لاراديما» بحي قشيش، ودائرة أمنية بالمنطقة المذكورة. كما تم إتلاف الشباك الأوتوماتيكي لوكالة بريد المغرب بحي قشيش، وإضرام النار في ثلاث سيارات في ملكية مواطنين كانت مركونة بمنطقة عين إيطي. وقد طال التخريب والدمار المقاطعة الحضرية، التي عبثوا بوثائق خاصة بالمواطنين، مثل عقود الازدياد والحالة المدنية، وأحرقوا كل ما بداخلها. وقد امتدت عمليات التخريب إلى منطقة سيدي يوسف بنعلي، حيث قام المخربون بإضرام النار في وكالة توزيع الماء والكهرباء «لاراديما» بحي المصلى بسيدي يوسف بنعلي، و كذا إضرام النار في وكالة البريد بالمنطقة وفي إحدى الوكالات البنكية، قبل أن يتدخل رجال الأمن ويلجؤوا إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع لتفريق المخربين. كما اقتحم المخربون أيضا مقر جهة مراكش تانسيفت الحوز ليتلفوا كل الوثائق والملفات وسرقة الحواسيب. وقد دفع هذا الوضع بعض الباعة وأصحاب محلات بيع المواد الغذائية إلى إغلاق أبواب محلاتهم خوفا من أن تطال أيادي الخراب محلاتهم ومصدر رزقهم. وقد خلف ذلك فقدان مواد أساسية كالحليب والخبز من منطقة سيدي يوسف، إضافة إلى رفض بعض الباعة بيع قنينات الغاز (البوطا) خوفا من استعمالها في أغراض إجرامية.