تنشغل النساء, وخاصة الفتيات في مقتبل العمر, بإيجاد الأجوبة للعديد من المشاكل الصحية التي تواجههن في حياتهن اليومية. البروفيسور خالد فتحي, المختص في أمراض النساء والتوليد, يجيب عن هذه الأسئلة المحيرة. تبلغ ابنتي من العمر 16 سنة صحتها جيدة إلا أنها تعاني من مشكل النزيف أثناء العادة الشهرية حيث يدوم هذا النزيف لمدة طويلة «8 أيام», كما أنه يتم بكمية كبيرة ويقع أحيانا خارج موعد العادة الشهرية مما يؤثر على مرد وديتها ونشاطها اليومي ما الذي ينبغي فعله؟ الذي ينبغي فعله هو عرض ابنتك على طبيب مختص في أمراض النساء والتوليد والذي سيقوم بفحصها وطلب الاختبارات اللازمة، وإن كان المشكل الذي تذكرين يعد مشكلا شائعا يؤرق مضجع العديد من الأمهات فانه ليس خطيرا بالشكل الذي قد تتصورين. فأغلب حالات النزيف التي تقع لدى الفتيات في سن البلوغ تكون ذات أسباب وظيفية أي أنها لا تخفي وراءها مشكلا عضويا وذلك راجع إلى عدم اكتمال وظائف الجهاز العصبي المركزي الذي لم ينظم بعد إشاراته الدورية للجهاز التناسلي للفتاة انطلاقا من الغدة النخامية فيكون هناك نقص في الهرمونات الأنثوية ينعكس بدوره على بطانة الرحم التي تكون ضامرة مما يجعلها تسقط مسببة ذاك النزيف. العلاج سهل يتم بإعطاء الفتاة مستحضرات لهرمون البروجسترون لمدة 10 أيام كل شهر طيلة 3 أشهر تنتظم بعدها العادة الشهرية ويختفي فيها النزيف. - طلب مني الطبيب أن أنجز مسحة مهبلية كل 3 سنوات ويقول إن ذلك يقي من سرطان عنق الرحم. إن سرطان عنق الرحم من السرطانات الشائعة فهو يحتل الرتبة الثانية ضمن مجموعة السرطانات التي تستهدف المرأة بعد سرطان الثدي. يصيب هذا السرطان المرأة مابين 35 و45 سنة ولا يفضل هذا السرطان أثنية بعينها ولا يستهدف طبقة اجتماعية بالتحديد ومن أبرز العوامل المؤدية إليه أن تكون المرأة كثيرة الإنجاب «أكثر من خمس ولادات» أو أن تكون المرأة قد باشرت نشاطها الجنسي في سن مبكرة خصوصا قبل سن ال 17 سنة. كذلك يساهم تعدد الشركاء الجنسيين والإصابة بالأمراض المتنقلة جنسيا في حدوث هذا المرض فهذا السرطان يعتبره بعض الأطباء مرضا تعفينيا ويدمجونه ضمن لائحة أمراض الاتصال الجنسي. ويظهر هذا السرطان لدى النساء المدخنات واللواتي تعانين من عوز غدائي لبعض التغذيات ولدى النساء اللواتي يوجد لديهن انخفاض في المناعة كاللواتي تعانين من مرض مناعي أو تعالجن بالمواد الكيماوية أو القشرية أو اللواتي أصبن بالسيدا. هذه عوامل تشير إلى تورطها الإحصائيات وفي حالات توفر عامل أو أكثر فهذا مدعاة للحذر وإشارة إلى ضرورة الخضوع للفحص الطبي الدوري فسرطان عنق الرحم سرطان يمكن الوقاية منه برصده في بداياته الأولى من خلال الخضوع للتحليل المخبري للمسحة المهبلية (frottis cervico vaginal) والذي يجب أن تخضع له كل النساء عند بداية نشاطهن الجنسي وبعد اختبارين طبيعيين يمكن للمرأة أن تنجز هذا التحليل مرة كل 3 سنوات. وبعد سن 65 سنة يمكن عدم إجراء هذا المسح المهبلي بتاتا. هذا ويمنح رصد مسحة مهبلية غير طبيعية الفرصة لعلاج فعال ونهائي قبل حدوث السرطان. - تبلغ ابنتي من العمر 19 سنة ولم تحدث لديها العادة الشهرية باستثناء آلام دورية تتعاقب كل شهر لمدة 5 أيام. بعد عرضها على الطبيب أكد بأن غشاء البكارة غير مثقوب وهو ما يمنع خروج دم الحيض. أرجو من فضلكم بعض الإيضاحات. من حقك أن تقلقي على ابنتك خصوصا وأن عمرها جاوز 18 سنة ولم تحدث لديها العادة الشهرية. إن ابنتك تعاني مما نصطلح عليه بانقطاع الطمث الأولى ويمكن للطبيب أن يعرف السبب إذ قام بفحص دقيق وأنجز بعض الاختبارات لفتاتك. لكن أغلب الظن إن ابنتك تحدث لديها العادة الشهرية بدليل تعاقب تلك الآلام التي أشرت إليها كل شهر إلا أن دم الحيض لا يجد منفذا يخرج منه فيبقى حبيس الرحم وقد يعود على عقبيه في اتجاه قناتي فالوب وهذا قد يكون له مضاعفات على المستقبل التوالدي لابنتك. إذا قمت بفحص بالصدى لرحم ابنتك خلال تلك الآلام فسيرى الطبيب ذلك الدم المحبوس في الرحم. هناك عدة أسباب لانقطاع الطمث الأولى ضمنها وجود غشاء بكارة مغلق يراه الطبيب خلال الفحص. العلاج جراحي ويتم على يد الطبيب المختص في أمراض النساء والتوليد ويعطي نتائج جد فعالة.