أشعل منتخَب من حزب الاستقلال، عضو في جهة عبدة –دكالة، فتيل مواجهات خطيرة بين سلطات بلدية «جمعة سحيم» (40 كلم شمال شرق آسفي) وبين تجار ومنتجي الخضر والفواكه في المنطقة، بعد أن فاجأ الجميع بزيادات وصفها المحتجون ب»الخيالية والانتقامية»، في رسوم ولوج شاحنات التجار والمنتجين السوق الأسبوعي، الذي اكتراه مؤخرا من بلدية «جمعة سحيم» في ظروف غامضة، حسب قولهم. وكانت لافتة للانتباه «الانتفاضة» التي تلت زيادة منتخب استقلالي معروف في منطقة دكالة بكرائه للأسواق القروية، حيث تجمع المئات من أصحاب شاحنات الخضر والفواكه وسدوا جميع المسالك الطرقية ونظموا وقفة احتجاجية طالبوا فيها بتدخل المسؤولين لرفع الظلم الذي لحقهم، جراء هذه الزيادات غير المبررة في رسوم دخول السوق الأسبوعي. وقال تجار الخضر والفواكه، في تصريحات خاصة ل«المساء»، إن رسوم ولوج السوق الأسبوعي ل«جمعة سحيم» كانت دائما تتراوح بين 400 و450 درهما لكل شاحنة، قبل أن يرفعها المكتري الجديد، الذي يحمل صفة منتخب وعضو في مجلس جهة عبدة -دكالة عن حزب الاستقلال، إلى ما بين 1000 و1200 درهم لكل شاحنة، وهي الزيادات التي «نعتبرها انتقامية ودافعا إلى الاغتناء السريع على حساب تجار ومنتجي الخضر والفواكه»، على حد تعبيرهم. وقالت مصادر من عين المكان إن سبب الاحتقان الذي تحول إلى انتفاضة سدت جميع الطرق والمسالك وسط «جمعة سحيم»، حيث اصطفت المئات من الشاحنات وأعلن أهالي المنطقة تضامنهم مع تجار الخضر والفواكه وخرجوا في مسيرات حاشدة طافت الشوارع الرئيسية وسدت مدخل السوق الأسبوعي (سبب هذا الاحتقان) هو الزيادة في رسوم ولوج السوق وأيضا المعاملة السيئة التي تعامل بها رجل سلطة في «جمعة سحيم» بدرجة رئيس دائرة، الذي طرد ممثلين عن المحتجين لما لجؤوا إلى مكتبه لحل هذا المشكل. وقد علمت «المساء» أن برقية مستعجلة تم توجيهها إلى عمالة آسفي والقيادة الجهوية للدرك الملكي، بعد أن تطورت الأوضاع وخرجت عن السيطرة الأمنية، إثر طرد تجار الخضر والفواكه من قبل رئيس دائرة «جمعة سحيم» وبعد أن سخر المكتري الجديد للسوق الأسبوعي «ميلشيات» مسلحة بعصي وسيوف لمواجهة المحتجين الذين دخلوا في مواجهة عنيفة مع هؤلاء، مما استدعى تدخلا شخصيا لمحمد العطفاوي، الكاتب العام لعمالة آسفي، الذي انتقل على وجه السرعة، مرفوقا بمسؤول كبير في الدرك الملكي، برتبة كولونيل، مع تعزيزات أمنية، حيث التقوا بالمحتجين وجرى الاتفاق على مراجعة أسعار ولوج السوق، قبل أن يسحب هؤلاء شاحناتهم التي كانوا يحاصرون بها الطريق العام وينتقلوا إلى سوق «سبت جزولة» الأسبوعي. إلى ذلك، علمت «المساء» أن عبد الله بن ذهيبة، والي آسفي الجديد، كان يتابع تطورات الأوضاع باستمرار وأن تعليمات صدرت للتحقيق في ملابسات هذه «الانتفاضة» غير المتوقَّعة وأن تحريات موازية ستتم مباشرتها بخصوص ظروف كراء السوق الأسبوعي لمنتخب من حزب الاستقلال وأيضا بخصوص مسؤولية رئيس دائرة «جمعة سحيم» في التطورات التي أعقبت لقاءه بالمحتجين.