كان المتهمون الذي زرعوا الرعب في مدينة الخميسات يعملون على اعتراض سبيل المارة، وسلب المواطنين أموالهم مستعملين في ذلك السلاح الأبيض، وقد سخروا لعملياتهم الإجرامية كلاب البيتبول المعروفة بشراستها لنهش ضحاياهم وتخويفهم وبالتالي تجريدهم من كل ما يملكون. ولم يجد المتضررون من حل آخر لإيقاف معاناتهم اليومية مع هؤلاء المجرمين سوى التقدم بشكايات في الموضوع لدى مصالح الأمن، وهو ما تجند له رجال الشرطة القضائية الذين أوقفوا بعض أفراد العصابة منهيين بذلك كابوس مزعجا ظل يؤرق راحة سكان المدينة. أحالت مصالح الشرطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي بالخميسات على أنظار الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالرباط، يوم الخميس الماضي، الشقيقين (إ.ح.م) من مواليد 1989 و(ب..م) من مواليد 1993 وهما معا عازبان ولا يمتهنان أي حرفة، والقاصر (ح.ش) بتهمة تكوين عصابة إجرامية وتعدد السرقات بالعنف والضرب والجرح البليغين بواسطة السلاح الأبيض وحيازته بدون مبرر شرعي. إفادة الضحايا ترجع وقائع هذه القضية، حسب مصدر أمني، إلى بداية الأسبوع الماضي حينما تقدم كل من (ف.م) و(ي.ف) بشكايتين منفصلتين إلى مصالح الشرطة أكدا فيهما أنهما تعرضا للضرب والجرح البليغين بواسطة السلاح الأبيض قبل سلبهما من قبل 8 أشخاص مجهولين من بينهم الشقيقين قبل أن يلوذوا بعد ذلك بالفرار. وأكد أحد الضحيتين (ف.م) أنه كان ومرافقه راجعين إلى منزلهما ليلا، حينما فاجأتهما بحي الكرامة مجموعة من الأشخاص مدججين بأسلحة بيضاء ومعهم كلبان من فصيلة بيتبول، وشرعوا يهاجمونهما بأسلحة من مختلف الأحجام، كما حرضوا عليهما الكلبان اللذان نهشاهما في ساقيهما وألحقا بهما جروحا بليغة، وعند سقوطهما أرضا سلبوهما هاتفين نقالين ومبلغا من المال قدره 300 درهم. كما أدليا بشهادتين طبيتين تثبتان عجزهما لمدة 40 يوما للضحية الأولى و 25 يوما للضحية الثانية. وبعد تسجيل هاتين الشكايتين تقاطر عدد آخر من الشكايات على مصالح الشرطة من قبل عدد من المواطنين الذين تعرضوا للسرقة بعد تهديدهم وتخويفهم بنفس الطريقة، الأمر الذي جعل الشرطة القضائية تستنفر العديد من فرقها للتصدي لمحاربة الجريمة بشتى أنواعها والتصدي لظاهرة السرقة بالعنف والتهديد بواسطة السلاح الأبيض التي زرعت الخوف في قلوب المواطنين . واستنادا إلى التحريات التي أجرتها الشرطة في هذا الصدد، توصلت مصالحها بإخبارية مفادها أن القاصر (ح.ش) ينتمي لعصابة تتكون من عدد من الأفراد الذين يكبرونه سنا ويعتبر هو أحد أفرادها النشيطين، وهو متهم مع أفراد هذه العصابة بتنفيذ عدد من السرقات بواسطة التهديد بواسطة السلاح الأبيض، كما أشارت أصابع الاتهام إليه في شأن تورطه في الاعتداء على الضحيتين المشتكيتين. القبض على المتهم الرئيسي كثفت الشرطة تحرياتها وتابعت، عن كثب، تحركات المتهم الرئيسي (ح.ش)، ونجحت في تحديد مكان وجوده قبل أن تباغته وتلقي القبض عليه، كما حجزت لديه سكينا، وعند عرضه على الضحيتين تعرفا عليه بسهولة، بل أكدا أنه هو من كان يحرض الكلبين عليهما إلى جانب الأخوين المتهمين بمشاركته في العملية، وقبل الاستماع إلى المتهم القاصر تم عرضه على طبيب لتحديد سنه، وبحضور والدته المستمر، تم الاستماع إليه، بحيث لم يجد أي وسيلة للإنكار، بل أكد ما جاء في قول الضحيتين وأفاد بأنه شارك في عدة عمليات سرقة بواسطة العنف مع أفراد آخرين ذكر أسماءهم، وأبدى استعداده للتعاون مع عناصر الشرطة لكي يدلهم على مكان وجود الشقيقين الذين شاركاه في العملية موضوع البحث. وبعد استشارة وكيل الملك وضع القاصر المقبوض عليه تحت المراقبة المحروسة ثم تواصل البحث عن المتورطين الآخرين قصد القبض عليهم وتقديمهم للعدالة. بحث وتحقيق تماشيا مع مجريات البحث تم الانتقال إلى المركز القروي سيدي علال المصدر بآيت عبو، رفقة القاصر (ح.ش) وعناصر من الشرطة الجنائية وفرقة من الأبحاث المتنقلة التابعة لفرقة الشرطة القضائية بالإضافة إلى دركي تابع لسرية الدرك الملكي بالخميسات، وبعد رصد المتهمين تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الشقيقين المتهمين، وبعد مواجهتهما بالمنسوب إليهما لم يجدا أمامهما سوى الاعتراف بكل تلقائية، بدا من مركز الشرطة قصد استكمال البحث. وعند الاستماع إلى الشقيقين أكد أحدها أنه شارك القاصر في عدة سرقات بواسطة التهديد بالسلاح الأبيض كما ذكر أنه قام بعدة عمليات بمفرده، استعمل فيها العنف، بينما أفاد شقيقه بأن دوره كان يقتصر على المراقبة عند تنفيذ السرقات. وبعد تقديم الثلاثة إلى العدالة حررت مذكرات بحث عن المتهمين الآخرين الذين يوجدون في حالة فرار .