عنوان للرعب ولمشهد الدماء، ذلك ماباتت تحيل عليه كلاب «البيتبول» المحظورة عالميا، و «المألوفة» محليا، فهي لم تعد مرتبطة بالحراسة أو أن الهدف من تربيتها هو تمكين أصحابها من الإحساس/الشعور بالأمن والأمان، بل وخلافا لذلك، فقد صارت سلاحا فتاكا، في أيدي قطاع الطرق والمجرمين من تجار المخدرات بكافة أنواعها، يواجهون بها المواطنين بهدف ترويعهم/تخويفهم، وسلبهم ما بحوزتهم، ويسلطونها على العناصر الأمنية للحيلولة دون الإمساك بهم! البيتبول ورغم المذكرات المختلفة التي تمنع تربيته وتداوله، فهو «شبح» حقيقي قائم بذاته، أصبح يفرض نفسه بمختلف الرقَع الجغرافية للتراب البيضاوي. يتجول به اليافعون، يتبارى به «المقامرون» ويجنده المجرمون، ضدا على كل قرارات وزارة الداخلية التي ظلت حبرا على ورق، و استعصى على مصالحها تخليص الجميع من «آلة» الفتك هاته، التي تحولت إلى سلاح للدمار يأتي على الأخضر واليابس، غير مميز بين رجال الأمن أو مواطنين راشدين أو من الأطفال، بل وحتى أصحابه/ مالكيه إن اقتضى الأمر، فأنيابه عندما تتحكم فيها «هستيريا» الإطباق التي تتراوح قوتها ما بين طنين ونصف و 3 أطنان، فإنها لاتبحث إلا عن «الفريسة» التي لا تتركها إلا بعد التقاء الفكين معا! «ناز» سلاح «اشليحة» لمواجهة «البوليس» بتاريخ 12 دجنبر الجاري، تعرض أحد عناصر الشرطة الدراجية «الصقور»، لهجوم من قبل أحد مروجي المخدرات المدعو «اشليحة» المعروف ب «تحوزه الدائم على أسلحة بيضاء وكلاب مفترسة من نوع «بيتبول» والتي عمد على تحريضها على عنصر الشرطة، حينما تم إيقافه متلبسا بترويج المخدرات». ومخافة تعرض الشرطي لما لاتحمد عقباه، اضطر إلى إفلات «البزناس» بعد تعرضه لإصابة على مستوى اليد، ما استدعى طلب تعزيزات أمنية، تجندت على إثرها فرقة مكافحة المخدرات التي انتقلت تحت إشراف رئيس الشرطة القضائية إلى دوار حمدي بالحي الحسني، حيث تفاجأ الجميع بهجوم 5 كلاب من فصيلة البيتبول عليهم، والتي تقوم بحماية صاحبها من المدمنين ومن تدخلات رجال الأمن، الذين لم يتمكنوا من إحكام السيطرة على أربعة منها إلا بعد جهد جهيد، في حين أظهر الخامس شراسة كبرى، إذ كان قوب قوسين أو أدنى من تعريضهم للخطر ما حتم عليهم استعمال وسائل خاصة للإجهاز عليه. ولم يتمكن رجال الأمن من اعتقال مروج المخدرات إلا في الفترة الزوالية من نفس اليوم بدوار هدي أثناء ترويجه لمادتي الشيرا والكيف، حيث تم نصب كمين له وإيقافه متلبسا، وتمت إحالته بتاريخ 15 دجنبر على النيابة العامة «من أجل الاتجار في المخدرات بالاستعانة بكلاب محظورة من فصيلة بيتبول والضرب والجرح في حق رجل أمن أثناء مزاولته مهامه». البيتبول لتأمين بيع «الروج».. خلال اليوم الثامن من الشهر ذاته، انتقلت نفس الفرقة بناء على معلومات تفيد بكون شقيقين رفقة مساعد لهما أحدهما ملقب ب «القرد»، إلى حي الوفاق 3، حيث يتخذان من مسكنهما حصنا منيعا معتمدين على نوافذ وأبواب حديدية مدعمة من أجل ترويج الخمور، فتم اقتحام المسكن وألقي القبض على المساعد الذي حاول الفرار مستغلا أسطح البنايات المجاورة، وتم حجز كمية مهمة من الخمور مختلفة الأنواع كما تم حجز النوافذ والأبواب الحديدية، ومدية من الحجم الكبير وساطور يُستغلان في إرهاب وإخافة الزبائن، وإن اقتضى الحال رجال الأمن، بينما فر الشقيقان، اللذان تم اعتقال أحدهما فيما بعد «يوم 17 وتم تقديمه إلى النيابة العامة يوم 19»، وذلك عقب عملية مراقبة وترصد قامت بها فرقة مكافحة المخدرات بحي الشريفة. المثير في الأمر أن تدخل رجال الأمن ووجه مرة أخرى بشراسة كلب من فصيلة البيتبول، وذلك للحيلولة دون اقتحامهم للمنزل والصعود إلى سطح البناية للقيام سواء بعملية التفتيش أو المطاردة، مما عطل عمليتهم لمدة محدودة إلى حين استعمال وسائل خاصة مرة أخرى للإجهاز على الكلب المتوحش الذي يقف سدا منيعا دون تجاوز أي كان لعتبة سطح المنزل! كلبا «الوهراني» ومن معه.. «الوهراني» من مواليد 1985 بنفوذ الحي الحسني، عاطل عن العمل ، مدمن على المخدرات بشتى أنواعها ، خصوصا منها الحبوب المهلوسة، «من ذوي السوابق في السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض واستهلاك المخدرات»، أدين على إثرها بعقوبة حبسية مدتها سنة وثلاثة أشهر، فعاود «نشاطه الإجرامي» من جديد، هذه المرة باستعمال كلبين من نوع بيتبول، وذلك بمحيط حي البركة وسيدي الخدير، في ملكية شريك له يلقب ب «ولد مي السعدية». في فترات زمنية مختلفة يترصدون الضحايا من الجنسين لسلبهم ممتلكاتهم، وقد تمكنوا خلالها من سرقة عدد من الأشياء المختلفة من نقود وحاجيات خاصة، كما تعرض الضحايا لأنواع شتى من الإيذاء، كما هو الشأن بالنسبة للضحية «ع.ي» الذي نقل على وجه الاستعجال إلى معهد باستور وتم حقنه بثلاث حقن مضادة لداء السعار نتيجة هجوم الكلبين، وذلك لسلبه بعض ملابسه وقنينة من الزيت! جرائم «الوهراني» ومن معه حسب مصادر مطلعة «لم تقف عند حدود سرقة الهواتف النقالة، الأموال والحاجيات الخاصة للمواطنين باستعمال كلبي البيتبول، بل امتدت إلى غاية التغرير بقاصر وممارسة الجنس عليها ببناية مهجورة بمنطقة عكاشة » !وكان من الممكن أن تكون اللائحة طويلة لولا إيقافه من طرف العناصر الأمنية وإحالته يوم 17 من الشهر الجاري على النيابة العامة، فيما لايزال البحث جاريا عن شريكين له. عجز الرصاص عن تصفية البيتبول الجميع يتذكر تفاصيل واقعة الجمعة 26 نونبر من السنة الفارطة، عندما أحبطت فرق من الشرطة القضائية والسياحية تابعة لأمن ولاية الدارالبيضاء آنفا ، محاولة اقتحام وسرقة وكالة بنكية تابعة لمجموعة البنك الشعبي بشارع بئر أنزران بحي المعاريف. إذ توقفت سيارة من نوع بيجو بالرصيف المجاور للوكالة البنكية ترجل منها ثلاثة أفراد بصحبة كلب، فتقدم اثنان نحو الباب، بينما بقي الثالث رفقة كلب من فصيلة «البيتبول» لمراقبة المكان، غير أن العناصر الأمنية التي كانت على علم بمخططهم حاصرتهم قبل ولوجهم إلى مقر الوكالة، وعملت على تطويق الشخص الثالث وكلبه الذي أعطاه الأمر لمهاجمتهم، فاضطروا إلى إطلاق 3 عيارات نارية لشل حركته، واحدة في الرأس والثانية في البطن والثالثة في الرجل، لم تؤت أكلها ، إذ بدا على الكلب الإنهاك إلا أنه لم يلق حتفه، ما حتم نقله بعد مرور ساعات إلى المصلحة الخاصة بقتل الحيوانات الخطيرة عن طريق الحقن، فاضطر المختصون هناك الى حقنه ب «شوكتين» بدل نصف واحدة ليفارق الحياة على إثرها ! «الغيرة» تتسبب في 31 «عضة»! خطورة «البيتبول»، ليست موجهة فقط الى الغرباء ، بل حتى أقرب المقربين منه، فقد سجلت مصلحة محاربة الكلاب الضالة والخطرة، عدة هجومات من طرف هذا الكلب ضد مربيه، وتبقى أخطر حادثة هي تلك التي وقعت بعين السبع... في بحر السنة الفارطة، إذ في ساعة متأخرة من الليل، رن هاتف أحد العاملين بمصلحة محاربة الكلاب الخطرة، ليطلب منه مواطن الحضور الى بيته لأخذ كلبه وقتله، اذ باغته خلال حفل شواء بحديقته، بعدما كان يتسامر مع أصدقاء ومقربين منه، فعمل على عضه على مستوى اليد ليخلق حالة هلع وسط المدعوين الذين تدخلوا بكل ما وجدوه أمامهم لحماية صاحبه منه، ولم يستفيق رب البيت من غيبوبة إلا بعد مدة، تبين له أن هناك31 عضة في مختلف أنحاء جسده. نجوى و «الوحش».. «نجوى عوان» طفلة في عمر الزهور «12 سنة» خرجت تلعب يوما رفقة صديقتيها بالحي الذي تقطن به أمام منزل الأسرة بحي إسلان بمدخل بوسكورة، فكانت تركض مرحا هنا وهناك، قبل أن يباغتها كلب البيتبول الذي انسل في غفلة من أصحابه وقام بنهش ساقها، لتجد نفسها في رمشة عين تعاني من عاهة مستديمة، بعدما أدخلت إحدى المصحات الخاصة وأجريت لها عملية لمدة 5 ساعات قيل بأنها كانت ناجحة لكن فيما بعد اضطرت أسرتها لإدخالها إلى مستشفى ابن سينا للمضاعفات التي أثرث في الصغيرة. بينما تعرض الحارس الذي حاول إنقاذها بدوره لعضتين من الكلب المفترس! رعب الشوارع بدأت الحكاية عندما كان يافع، يتراوح عمره ما بين 14 و17 سنة ، يعبر تقاطع الزنقة 10 مع 21 بدرب الفقراء بدرب السلطان بتاريخ 10 ماي من السنة الجارية، وهو يمسك بين يديه قيدا/«لجاما» لكلب من فصيلة البيتبول، بينما كلب ثان من نفس الفصيلة يتقدم أمامهما دون قيود، وعلى حين غرة وبشكل فجائي شرع الكلب غير المقيد في العدو تجاه المارة وبدأ في مهاجمتهم، وما هي إلا لحظات حتى التحق الكلب الآخر بالمعركة بعدما أفلت من عقاله ولم يعد يقوى صاحبه على التحكم فيه، لتتحول المنطقة إلى ساحة للكر والفر: مسنون من الجنسين، شبان/ شابات، أطفال.. الكل يصرخ/ يستغيث، فيما الكلبان معا ولونهما أبيض ويحملان بعض البقع السوداء، لم يعد لهما من هم سوى البحث عن سيقان أو أطراف آدمية لنهشها ! مشهد شبهه بعض الحاضرين باحتفال اعتيادي لدى جيراننا الإسبان، وذلك عندما يتعقبون آثار الثيران وما أن تستدير هاته الأخيرة حتى يفر الجميع، وهو ما حدث بالضبط، إذ في الوقت الذي التجأت بعض النسوة والرجال أيضا إلى المحلات التجارية المفتوحة للاحتماء بداخلها، ومنها صالون للحلاقة بات ملاذا للافلات من أنياب البيتبول التي لم يخش شرها المغاربة فقط، بل أيضا سيدة من جنسية إيطالية ستضطر هي الأخرى لطلوب اللجوء «الاحترازي» مخافة أن ينهش جسدها كما وقع لشاب أطبقت أنياب أحد الكلبين على «كعب» رجله ولم يفلته إلا والدم يحف حواشي «فمه» من كل جانب! مشهد دفع بعض باعة الفواكه، الذين يتواجدون بالمكان، إلى التسلح بالقضبان الحديدية والعصي والهراوات.. وشرعوا في مهاجمة الكلبين، بينما رماهما البعض الآخر ب«الكيلوات» المستعملة في وزن كميات الفواكه، إلا أن تلك الضربات كانت كما لو أنها تدغدغ جسد الكلبين اللذين اتقدت عيناهما وباتا أكثر توحشا، الأمر الذي دفع ببعض المارة إلى الارتماء فوق سيارة «ديباناج» كانت مركونة بالمنطقة للاحتماء بها، بينما أفلت شاب آخر بأعجوبة بعدما أغاثه سائق سيارة أجرة صدم كلبا كان يتعقبه، صدمة لم تقم سوى بالتخفيف من سرعة الكلب لاغير! رهان .. وحلبات للتباري تربية كلاب البيتبول والتباري بها في «حلبات للمصارعة» باتت تستهوي عددا من المراهقين بالأحياء الشعبية الذين ينظمون معارك لها ويتم تحديد مبالغ مالية للرهان أقلها 2000 درهم للمعركة الواحدة، بينما يرتفع المبلغ في حلبات العراك التي تنظم بحظائر وفيلات أعيان تقدر بملايين السنتيمات وتكون أكثر ضراوة بعدما يتم حقن الكلاب بحقن للمهيجات حتى يصبحوا أكثر شراسة أو عندما يتم منحها حبوب الهلوسة فلا تعي أمرا إلا افتراس الخصم وسفك دمائه! مذكرات مع وقف التنفيذ! رعب «البيتبول» مستمر في الشوارع وبمختلف الأزقة والأحياء، ولم تشفع في الحد منه وإيقاف خطره لامذكرة وزير الداخلية، ولا الوالي السابق محمد القباج، سواء الأولى أو الثانية التي تحيل على القرار رقم 1/08 المؤرخ في 24 يناير 2008 والتي قيل إنها جاءت للإخبار بإحداث مجموعتين مختصتين، تضم كل واحدة منهما عونين من جماعة الدارالبيضاء، عنصرا من الوقاية المدنية، ورجل أمن. وتتحدث هذه المذكرة عن أدوار المجموعتين وعن حدود تدخلهما، وإمكانية اتصال المواطنين بهما، علما بأننا قلنا في مقال سابق بأننا لاندري كيف سيتم هذا الاتصال، وعبر أي خط سيتم طلب «كروب إس أُو إس القباج لمحاربة البيتبول» ؟ وهو ما تأكد في الحالات التي سردنا وقائعها، في الوقت الذي انضاف مقرر تنظيمي إلى سلسلة القرارات الكتابية التي تنتظر التفعيل والأجرأة وهو الذي اتخذه مجلس عمالة الدارالبيضاء بالإجماع يوم 7 ماي 2009، تحت رقم 8 / 2009 من أجل منع وتربية وبيع وتجوال الكلاب الخطيرة وبالخصوص «البيتبول» بمدينة الدارالبيضاء . مقررات/ مذكرات تم تدبيجها وتعميمها على المصالح المعنية دون أن تتصف بالنجاعة وظلت حبيسة رفوف المكاتب، فهي لم تمنع ، بأي شكل من الأشكال، استمرار آلة القتل في التجول بكل طلاقة وحرية بالشوارع، مستهدفة سلامة وأمن المواطنين المدنيين ورجال السلطة والأمن، فهي لاتميز بين أحد، كيف لا وهي التي عندما تثور ثائرتها لا «تتذكر» حتى مالكيها!