تستحق بعض التوابل والأعشاب أن تنتقل من المطبخ إلى رفوف صيدلية المنزل، لما لها من فوائد طبية وصحية بعد أن أثبتت الأبحاث أن فيها مكونات طبيعية تدمر الميكروبات والفطريات، وتقاوم التسمم الغذائي كما تفيد في علاج الأمراض. نبات الونكة، أو التفتة، أو الفنكة، هو اسم لأنواع مختلفة من النباتات العشبية المستديمة التي تتميز بالخضرة طوال العام، والتي تنتمي لفصيلة قاتل الكلب (dogbane) العشبية، وتعرف في مجملها ب(الآس). وأصل النبات مستوطن في جزيرة مدغشقر، ويزرع ويحصد هناك منذ مئات السنين، وانتشر من هناك إلى كثير من بلدان العالم التي تتمتع بالجو الدافئ. والنبات عشبي ترتفع قامته عن الأرض بحوالي 30 إلى 60 سنتيمترا، ويحمل أوراقا دائمة الخضرة، وأزهارا متنوعة في اللون تبعا لجنس العشبة تتراوح ما بين الأبيض، والبنفسجي المشوب بالحمرة. ومشهور عن تلك النبتة أنها تعالج الكثير من الأمراض، والتي من أشهرها مرض السكر، كما هو سائد بين سكان جامايكا منذ الخمسينيات. وفي الهند يستعمل عصير الأوراق الطازج لعلاج لسعات الزنابير أو النحل. وفى هاواي، فإن مغلي النبات يستخدم ككمادات لوقف النزيف الخارجي من الجروح المفتوحة. وفي الصين تستعمل العشبة لعلاج بعض حالات السعال، كما أنه مدر للبول، وقابض للأنسجة. وفي أمريكا الوسطى والجنوبية فإن العشبة تستخدم لعلاج نزلات البرد، واحتقان الرئتين، والتهاب الحلق. وفي جزر الكاريبي فإن خلاصة الأوراق تستخدم لعمل محلول لعلاج مشاكل العين المحتقنة أو الملتهبة. وقد دلت الأبحاث العلمية على أن نبات الفنكة محمل بأكثر من 70 مركبا من القلويدات الهامة طبيا، مثل الكاثرانثين وسلفات الليوروزين، واللوكنرينين، والفيندولين. والفيندولينين. والتتراهيدروألوستنين، الذي يعمل على خفض ضغط الدم المرتفع، وكذلك خفض مستوى السكر المرتفع في الدم. كما يوجد كل من مركب الفينكرستين ومركب الفينبلاستين. وكلاهما يستخدم كمضاد للأورام السرطانية التي تصيب الجسم. ونبات الفنكة يحتوي أيضا على قلويدات الريزربين. والسيربنتين. وكلاهما يعتبر مهدئا قويا للتحكم في الانفعالات النفسية. ويجب الحذر من تناول نبات الفنكة بإسراف، حيث إن هذا قد يؤدي مع سوء الاستعمال إلى الغثيان والقيء، وتساقط شعر الرأس.