هدد الربابنة العاملون لدى شركة الخطوط الملكية المغربية بخوض إضراب إنذراي عن العمل في منتصف شهر غشت الجاري، وهو الإضراب الذي من المحتمل أن يكلف الشركة خسارة مالية كبيرة قد تتجاوز عشرة ملايين درهم، حسب بعض المراقبين. ويتزامن الإعلان عن قرار الإضراب الإنذاري للربابنة مع فترة الصيف التي تعرف انتعاشا في حركة الملاحة الجوية، وهو ما يهدد شركة «لارام» بانتكاسة كبيرة. وكانت الجمعية المغربية للربابنة قد عقدت يوم الخميس الماضي جمعها العام، والذي خلص إلى اتخاذ مجموعة من القرارات التصعيدية في درجات الاحتجاج، منها الإضراب عن العمل لمدة 24 ساعة، بالإضافة إلى الالتزام بالتطبيق الحرفي للبرنامج الذي يتوصل به الربابنة من إدارة الشركة. وأكد الربابنة أنهم لم يقبلوا الساعات الإضافية وسيلتزمون ببرنامج العمل من دون ليونة أو مرونة، وذلك لضمان فترات الراحة اللازمة قبل وبعد الرحلات. ويعمل كل ربان من أصل 400 العاملين مع لارام ما بين 65 إلى 90 ساعة في الشهر، حسب الفصول، وذلك وفق البرنامج المسطر، ويعمد غالبية الربابنة المغاربة، الذين يتقاضون ما بين 40 ألف إلى 54 ألف درهم في الشهر، إلى العمل لساعات إضافية في ظل قلة اليد العاملة التابعة للشركة. وأكد عدد من الربابنة، في اتصال مع «المساء»، أن الحوار الذي فتحته الجمعية مع إدارة الشركة منذ حوالي سنة ونصف لم يجد نفعا. وسجل الربابنة ما أسموه ب«الارتباك في تصريحات ومواقف عدد من المسؤولين بلارام»، مؤكدين أن إدريس بنهيمة، المدير العام للشركة، يتعامل مع الربابنة المغاربة بتجاهل وإقصاء ممنهج، عكس ما يتعامل به مع الربابنة الأجانب، مشيرين إلى أنه منذ وصوله إلى الإدارة لم يلتق العاملين بها سوى مرة واحدة. إلى ذلك، طالب الربابنة بتدخل البرلمان من أجل وضع حد لما أسموه ب«الوضعية المؤسفة التي تعيشها الخطوط الجوية المغربية من جراء كراء طائرات أجنبية لمعالجة اختلالات بنيوية في إدارة الشركة». واستنادا إلى بعض المصادر، فإن الارتباك الذي تعرفه رحلات طائرات الشركة خلال الفترة الأخيرة كلف لارام خسارات كبيرة نتيجة كراء طائرات أجنبية لتدارك الموقف. وحددت المصادر ذاتها سعر كراء طائرة أجنبية من الصنف المتوسط في 3000 أورو للساعة، وقد يرتفع هذا المبلغ ليصل إلى 6000 أورو، وذلك حسب سعة كل طائرة. وأشارت مصادر «المساء» إلى أن الشركة لجأت إلى كراء طائرات أجنبية خلال الفترة الأخيرة بشكل كبير، إذ لم يمر يوم دون أن تكتري فيه «لارام» طائرتين على الأقل لنقل الركاب. والشيء نفسه بالنسبة ل«أطلس بلو»، التابعة لشركة الخطوط الجوية المغربية، والتي صرفت حوالي مليارين و400 مليون سنتيم من أجل كراء طائرات أجنبية خلال الشهر الماضي، تؤكد مصادر «المساء». وفي سياق ذي صلة، أعاب الربابنة المنضوون تحت لواء الشركة المغربية للربابنة تحويل 13 طائرة من أصل 38 من الأسطول الأصلي للخطوط الملكية للشركات المتفرعة ك«أطلس بلو» والخطوط السنغالية، إلى جانب الاعتماد الكبير على ربابنة أجانب يتقاضون ما بين 7000 إلى 8000 أورو في الشهر، مقابل 4000 أورو للربابنة المغاربة. الارتباك الذي تعيشه شركة الخطوط الجوية أثر إلى حد كبير على الربابنة، الذين ظلوا يحتجون على عدم استقرار البرامج الشهرية، والازدياد في الرحلات الليلية بنسبة 50 في المائة، وهو ما يزيد من حالات الإرهاق والتعب نتيجة الزيادة في ساعات العمل. ولم تخف بعض المصادر أن عددا كبيرا من الربابنة لجؤوا إلى شهادات طبية من أجل الراحة خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد رفض نظام التعويض الذي كان يعمل به الربابنة في ما بينهم، بحيث يعوض كل ربان متعب أو مريض أحد زملائه بتوافق بينهما. وحسب معلومات، حصلت عليها «المساء»، فإن عدد ساعات عمل ربان مغربي في سن الأربعين تفوق عدد ساعات عمل ربان أمريكي بلغ التقاعد. كما أن الكشف الطبي الذي يجريه الربابنة كل ستة أشهر سجل ارتفاع حالات فقدان أهلية الطيران، بنسبة 50 في المائة عن السنة الماضية، وذلك نتيجة كثرة ساعات العمل.