يبدو أن الفتيات السعوديات لسن محرومات من قيادة السيارات فحسب بل حتى ممارسة الأنشطة الرياضية النسائية باتت ممنوعة في المدارس، فقد أطلقت وزارة التربية السعودية تحقيقا واسعا، أول أمس الثلاثاء، بهدف معرفة تفاصيل مسابقة رياضية جرت قبل أيام في مدينة جدة، وذلك للنظر في ما إذا كانت تخالف القوانين، باعتبار أنها شهدت منافسة بين فرق نسائية، وهو أمر غير معتاد في المملكة المحافظة. وجرت المسابقة في جامعة «عفت»، وشهدت مشاركة أكثر من 200 فتاة في مختلف الرياضات، مثل كرة السلة والسباحة. وقالت صحيفة ال«ديلي تلغراف» إن وزارة التربية والتعليم السعودية تجري تحقيقا في مدراس الفتيات الخاصة في المملكة العربية السعودية حول ما إذا كانت المدارس تعطي دروسا في الرياضة والتي تعد «غير قانونية». وقال مسؤول في الوزارة إنه في الثامن من دجنبر الجاري، فإن 200 طالبة من ست مدارس خاصة في جدة تجاوزت القواعد الخاصة بمنع ممارسة الفتيات الرياضة في المدارس، حين شاركن في بطولة رياضية مدرسية. وقال أحمد الزهراني، مدير تعليم البنات في جدة: «لا توجد لدينا أية لوائح تسمح لمدارس البنات بعقد تدريبات أو عقد حصص رياضة». وأضاف الزهراني: «كان يتوجب على الكليات التي شاركت في هذه المسابقات أن تطلب الاجتماع مع الوزارة والحصول على موافقتها، ولكنها تجاوزتنا وقامت بالنشاط دون أن نعرف». وقالت الصحيفة إن السعودية تحظر لعب المرأة الرياضة بشكل عام، باعتبارها دولة «تحكم وفق رؤية متشددة للإسلام». وأضافت الصحيفة أنه لا يمكن للمرأة المشاركة في الفريق السعودي الأولمبي، ولا يسمح لها بحضور مباريات كرة القدم. وقالت الصحيفة: «بينما هناك عدد قليل من النوادي الخاصة للنساء فقط، وبعض النوادي في الجامعات الخاصة، فإن الرياضة محظورة في المدارس الابتدائية والثانوية للبنات». وكانت البطولة التي استضافتها جامعة «عفت» الخاصة شملت كرة السلة، وتنس الريشة، والسباحة، وألعاب القوى. وقالت فريدة فارسي، مديرة مدارس الحمرا في جدة: «فوجئنا بخطاب من وزارة التربية والتعليم يطلب توضيح سبب عقد هذه المنافسات». وأضافت أنها تلقت «عددا كبيرا من الرسائل والمكالمات الهاتفية من الرجال السعوديين المحافظين والمشايخ، ينصحونها بعدم إجراء مثل هذه المنافسات في المستقبل». من جهتها، قالت سميرة الحركان، مديرة مدرسة «الفردوس» التي شاركت في المسابقات، إنها تلقت أكثر من 60 رسالة قصيرة على جوالها تطلب منها التوقف عن إتاحة الفرصة للفتيات لممارسة الرياضة، باعتبار أنها من النشاطات التي يجب أن تقتصر على الفتيان. أما لينا المعينة، قائدة فريق «جدة يونايتد»، الأول من نوعه لكرة السلة النسائية في السعودية، فقالت لشبكة ال«سي.إن.إن» إن فريقها شارك في البطولة ولعب مباراة استعراضية، ولكنها أكدت أنها لم تعرف بوجود تحقيق إلا من وسائل الإعلام. وأشارت المعينة إلى أن مدراء الكليات والمدارس التي شاركت في البطولة كانوا يدركون حجم التحديات التي تواجههم، ولذلك طلبوا من الإعلام تغطية المسابقة، وتابعت قائلة: «أولئك المدراء يؤمنون بالرياضة النسائية، وهم يريدون المواجهة وتشجيع هذه النشاطات للنساء في المملكة». وقال مسؤول سعودي، طلب عدم ذكر اسمه، إنه ما من قانون يمنع بشكل حازم حصول دورات رياضية نسائية، وقال إنه حتى إذا قامت الوزارة بفتح تحقيق، فإنها ستعود وتغلقه سريعا. وكان الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير، عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية، أفتى قبل أشهر ب»حرمة ممارسة البنات للرياضة في المدارس»، معللا ذلك بما تجره «من مفاسد لا تخفى على ذي لب»، مؤكدا أن النساء وظيفتهن الجلوس في البيوت وتربية الأولاد. وقال الشيخ الخضير: «لا تجوز المطالبة بممارسة البنات للرياضة في المدارس، فضلا عن إقرارها»، مشددا على أن في ذلك الاتجاه اتباعا لخطوات الشيطان الذي أمرنا الله باتخاذه عدوا. وأكد الشيخ الخضير، الذي صدر مرسوم ملكي بتعيينه عضوا في اللجنة الدائمة للإفتاء، في فتواه التي نشرتها مواقع الأنترنيت، أن «المطالبة بدراسة إدخال التربية البدنية في مدارس البنات، اتباع لخطوات الشيطان الذي نهينا عنه». وخلص الشيخ الخضير في فتواه إلى القول: «الذي لا أشك فيه أن ممارسة الرياضة في المدارس بالنسبة إلى البنات حرام ، نظرا إلى ما تجر إليه من مفاسد لا تخفى على ذي لب، ولا تجوز المطالبة بها فضلا عن إقرارها»!