لم يسفر لقاء جمع بين زعامات أمازيغية مغربية وجزائرية، عقد على هامش المنتدى الاجتماعي المغاربي المنظم بمدينة الجديدة يوم السبت الماضي، عن أي توافق بخصوص ترشيحات الرئاسة المقبلة لمنظمة الكونغريس العالمي الأمازيغي. ويرتقب أن «يحتدم» التنافس حول قيادة هذه المنظمة بين عدد من رموز الحركة الأمازيغية، منهم الجزائري لونيس بلقاسم والمغني القبائلي فرحات مهني والمغربي الإسباني رشيد راخا والمغربي خالد الزيراري، على أن المفاجأة كانت هي دخول بلعيد بريكا، «زعيم» تنسيقية العروش التي كانت وراء «انتفاضة الربيع الأسود» بالقبائل، على الخط. المصادر قالت إن بريكا الذي حضر أشغال المنتدى الاجتماعي المغاربي بالجديدة وحضر لقاء هؤلاء «القادة» الأمازيغ رفض سحب ترشيحه لرئاسة هذه المنظمة التي وضعت طلبا لدى السلطات الجزائرية لعقد مؤتمرها الخامس، لكنها ووجهت بالرفض. وقالت المصادر إن ابريكا، بحكم توجهه الراديكالي وبروزه خلال أحداث منطقة القبائل في بداية الألفية الحالية، يمكنه أن يؤثر على الجمعيات الأمازيغية التي ستحضر المؤتمر ويفوز بالرئاسة. وأضافت المصادر أن هذه المنظمة، في حالة نجاح هذه التكهنات، ستدخل مرحلة أخرى من الاحتجاجات الشعبية بعدما حصرت تحركاته فيما مضى في إعداد تقارير حول الوضع اللغوي والثقافي بشمال أفريقيا وإرسالها إلى الأممالمتحدة وعدد من المنظمات الحقوقية الدولية وإحراج حكومات شمال إفريقيا. وذكرت المصادر ذاتها أن المغرب الذي سبق أن احتضن المؤتمر الرابع منذ ثلاث سنوات بالناظور لا يشعر بأي حرج من استضافة أشغال هذا المؤتمر الذي ترفض الجزائر استضافته. وذهبت المصادر إلى أن إلياس العمري، الناشط الأمازيغي و»المقرب من دوائر المخزن»، حسب تعبير عدد من نشطاء الحركة الأمازيغية، عبر لمسؤولي الكونغريس العالمي الأمازيغي عن هذه القناعة، مؤكدا لهم استعداد جمعية «تاويزا»، المقربة منه والتي تعمل بطنجة، لاستضافة المؤتمر والتكفل بجميع مصاريفه. وأوردت المصادر ذاتها أن عددا من الفعاليات الأمازيغية بأكادير ومراكش ومكناس، حيث يتولى حسن أوريد ولاية الجهة، على استعداد لاحتضان أشغال هذا المؤتمر. وكانت هذه المنظمة قد أسست سنة 1995 بسان روم دو دولان بفرنسا، وعقدت مؤتمرها الأول بجزر الكناري. إلا أنها سرعان ما شهدت انشقاقا في صفوفها بسبب خلافات حول الزعامة أوصلتها إلى القضاء الفرنسي. وعرف المؤتمر الثاني عقد مؤتمرين، الأول في ليون الفرنسية والثاني في بروكسيل البلجيكية. أما المؤتمر الثالث فعقد بمنطقة روبي الفرنسية، في حين عقد المؤتمر الرابع بمدينة الناظور. وكاد لقاء عقده مسؤولو المنظمة بالعقيد الليبي السنة الماضية أن يفجر هذه المنظمة من جديد، ففي السابق كان هؤلاء يوجهون انتقادات لاذعة إلى النظام الليبي، لكن هذه الانتقادات سرعان ما تحولت إلى «تمجيد» في حق العقيد الليبي، لكن دون أن يتغير وضع الأمازيغية في ليبيا.