بعد القرار الذي صدر عن المجلس الفيدرالي للكونغرس العالمي الأمازيغي بمدينة مكناس 23 مارس الماضي، والقاضي بتنظيم الدورة الخامس لهذه الهيئة الدولية بولاية تيزي وزو القبائلية، خلق خبر "رفض" السلطات الجزائرية السماح بتنظيم المؤتمر فوق ترابها الكثير من التوتر في صفوف الحركة الأمازيغية بالجزائر والمغرب، وجدير بالذكر أن الكونغرس العالمي تأسسفي صيف 1995. وهو منظمة دولية غير حكومية لجميع الأمازيغ في العالم، نظم مؤتمرها الأول بتافيرا بجزر الكناري تم على إثره تعليق العضوية المغربية في المؤتمر بعدما نشب صراع حول قيادة المنظمة بين تنظيمات أمازيغية مغربية وأخرى موالية لتنظيمات سياسية مغربية، وهو ما أفضى إلى انعقاد مؤتمرين للهيئة في كل من بروكسيل وليون الفرنسية، أحدهما يترأسها رشيد راخا والثاني الجزائري مبروك فركال، وقد استطاع الأول انتزاع حكم قضائي بفرنسا يقر بشرعيته عكس الثاني، وفي مدينة روبي الفرنسية انعقد المؤتمر الثالث لهذه الهيئة منتخبا القبائلي لونيس بلقاسم رئيسا للمؤتمر، وتم تجديد الثقة فيه من جديد لولاية ثانية خلال الدورة الرابعة والأخيرة بمدينة الناظور، ومنذ دورة الناظور استعاد الكونغرس العالمي الأمازيغي بعض حرارته التي سرعان ما عرفت بعض الارتباك بعد اللقاء الذي جمع أعضاء المكتب الفيدرالي بالعقيد الليبي معمر القذافي، بالإضافة إلى ضعف التواصل بين المكتب والمجلس الفيدرالي بالتنظيمات الأمازيغية المشكلة لهذه الهيئة. "" إلا أن حيوية بعض أفراد المكتب الفيدرالي ومواكبتهم للتطورات التي تعرفها القضية الأمازيغية (مساندة المعتقلين السياسيين للحركة الأمازيغية، مساندة الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي، وبعض الفعاليات الأمازيغية، وكذا فتح جسور التواصل مع بعض المنظمات الدولية كالبرلمان الأوربي)، فتح مجالات وآفاق جديدة أمام الكونغرس العالمي الأمازيغي. وفي ظل هذه المتغيرات جاء الإجماع على تنظيم الدورة الخامسة للمؤتمر العالمي الامازيغي بتيزي وزو في ضيافة جمعية الربيع الأسود مابين 25 و27 يوليوز 2008، ليعلن المكتب الفيدرالي بتاريخ 10 يوليوز 2008، تأجيل انعقاد الدورة إلى أجل سيعلن عنه فيما بعد، وذلك عبر بلاغ للمكتب الفيدرالي وقع الرئيس لونيس بلقاسم، رد مبرر التأجيل إلى رفض السلطات الجزائرية منح الترخيص للهيئة المعنية، وقد أكد مقربون من الرئيس بلقاسم عزمه على تنظيم المؤتمر للمرة الثانية على التوالي بالمغرب، وفي هذا الصدد تقدمت كل من كونفدرالية الجمعيات الأمازيغية بالجنوب التي يرأسها محمد حنداين، وكذا جمعيات أسيد بمكناس التي ينتمي إليها خالد الزيراري أحد نواب رئيس الكونغرس، وكذا جمعية إيمال بمراكش التي يترأسها المهندس أحمد أسرموح، وكان آخر الترشيحات لجمعية تاويزا بطنجة التي يترأسها فؤاد العماري شقيق إلياس العماري عضو الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري والمجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وصديق فؤاد عالي الهمة عراب حركة لكل الديمقراطيين وصديق الملك، وقد توعدت هذه الأخيرة بتقديم ضمانات وتوفير كافة الشروط لإنجاح المحطة، وكانت هذه الجمعية قد نظمت مؤخرا مهرجان طنجة المتوسطي للثقافة الأمازيغية كان من بين منشطيه المطرب اللبناني مارسيل خليفة المعروف عنه دفاعه عن القضية الفلسطينية. هذا وقد وصف خالد الزيراري نائب رئيس الكونغرس العالمي الامازيغي موقف الجزائر للجريدة الأولى قبل أيام، بأنه "تكريس للموقف السلبي للنظام الجزائري تجاه الأمازيغية والامازيغ بشكل عنصري، رغم أن هذا النظام وقع على جميع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان" "ليتقرر بعدها عقده بالمغرب" لاعتبارات "موضوعية" يضيف خالد الزيراري. كما أفادت بعض المصادر لتمازغا بريس أن لونيس بلقاسم توعد بتقديم دعوى قضائية ضد السلطات الجزائرية التي رفض الترخيص له بتنظيم المؤتمر في الجزائر، ومقابل توجهات لونيس بلقاسم لازالت التنظيمات الأمازيغية بالجزائر متمسكة بحقها في استضافة المؤتمر الخامس للكونغرس العالمي الأمازيغي، مبررة موقفها بانعدام وثيقة تؤكد رفض سلطات الجزائر انعقاد المؤتمر بتيزي وزو، وعلى أن المؤتمر الأخير الذي انعقد الناظور لم يحصل هو الآخر على ترخيص ولا منع من السلطات المغربية، هذا بالإضافة إلى استعدادهم لاحتضان الدورة بالرغم من ما قد يكون من السلطات الجزائرية من رفض. وقد علمت تمازغا بريس من مصادر عليمة ومتطابقة أن بلعيد أبريكا عن تنسيقية العروش وهو من بين الوجوه البارزة المتمسكة بضرورة تنظيم الكونغرس العالمي الأمازيغي في الجزائر، بدأ في إجراء اتصالات لحصد التأييد لموقفه من بين أعضاء المجلس الفيدرالي والتنظيمات الأمازيغية بالمغرب المنخرطة في الكونغرس، وفي نفس السياق علمت تمازغا بريس من نفس المصادر انعقاد لقاء على هامش المنتدى الاجتماعي المغاربي في مدينة الجديدة السبت الماضي، بين أمازيغ الجزائر يتزعمه بلعيد أبريكا وأمازيغ المغرب كان أبرزهم رشيد راخا نائب الكونغرس العالمي الأمازيغي الذي برز بشكل نشيط جدا مؤخرا في المغرب وأوربا، كما حضره كذلك الأمين العام للحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي أحمد الدغرني. وقد بدت مؤخرا تلوح في الأفق منافسة على رئاسة هذه المنظمة الدولية، التي من المنتظر أن يتنافس على رئاستها كل من الرئيس الحالي لونيس بلقاسم الذي تراجعت شعبيته في الأوساط الأمازيغية بعد اللقاء الذي جمع أعضاء المكتب الفيدرالي بالعقيد القذافي، ولا يحضى سوى بدعم بعض الجمعيات في فرنسا والجنوب المغربي كالعصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، ومن المرشحين كذلك خالد الزيراري عن جمعية أسيد والذي يحضى بمساندة تنظيمات الجنوب الشرقي المنخرطة بالكونغرس، ومن المنتظر كذلك ترشح محمد حنداين الذي يسعى لاستضافة المؤتمر بأكادير ويحضى بدعم التنظيمات المنخرطة في كونفيدرالية تامونت ن إفوس وكذا بدعم جمعية تاماينوت التي ينتمي إلى مكتبها الوطني، في حين يبقى أبرز المرشحين للرئاسة رشيد راخا الذي برز بشكل قوي مؤخرا على الواجهة الدولية، ويحضى بقبول ودعم جمعيات أمازيغية بأوربا وفي إسبانيا والريف المغربي على الخصوص، كما يحضى بمساندة الحزب الديمقراطي الامازيغي المغربي عبر أعضائه الممثلين في المجلس الفيدرالي للكونغرس العالمي الأمازيغي.