وقعت بعض التنظيمات الجهوية الأمازيغية الموجودة بشمال المغرب على رسالة وبعثت بها إلى ليوناس بلقاسم رئيس الكونغريس العالمي الأمازيغي تفيد رفضها المطلق لاحتضان الدورة الخامسة لهذه المنظمة من طرف جمعية تاويزا الذي يتواجد مقرها بمدينة طنجة ويرأسها فؤاد العمري. وسبق لجمعية تاويزا أن تقدمت بطلب احتضان المؤتمر الخامس بعدما تعهدت بتحمل كل المصاريف لتغطية أشغال المؤتمر. وقالت مصادر مطلعة أن ذلك وقع على هامش مهرجان الثقافة الأمازيغية التي نظمتها جمعية تاويزا في الشهر الماضي بمدينة طنجة واستضافت فيه رئيس الكونغريس الأمازيغي لإلقاء عرض حول واقع هذه المنظمة. وحسب ذات المصدر فإن نقاش عقد المؤتمر في المغرب وتطوع الجمعية المذكورة لاحتضانه كاد أن يعصف ما مرة بهذه المنظمة ولولا تدخل بعض أعضائها وتهدئة الأوضاع لما سارت الأمور في الاتجاه المعاكس. ويذكر أن ليوناس بلقاسم أقدم على الانسحاب من أحد الاجتماعات التي انعقدت أخيرا بمدينة الرباط استعدادا لوضع الترتيبات الأساسية لعقد المؤتمر الخامس، نظرا لاتهامه بالتهور في علاقة الكونغريس بالمنظمات والجمعيات العاملة في حقل الأمازيغية. ولم تكن جمعية تاويزا بطنجة وحدها التي تقدمت بطلب احتضان المؤتمر الخامس، فإلى جانب ذلك تقدمت كل من جمعية إيمال بمراكش ومنظمة تاموت ن أفوس بأكادير بطلبات تنظيم المؤتمر، وتعتبر هذه الجمعيات جميعها فاعلة وعضوة بالكونغريس الأمازيغي على اعتبار أنه إطار يضم العديد من الجمعيات الأمازيغية من المغرب والجزائر والدول الأوروبية بالإضافة إلى جمعيات من الطوارق. ويأتي نقاش عقد المؤتمر الخامس للكونغريس الأمازيغي في المغرب بعد كل المحاولات التي وصفت بالفاشلة من أجل عقده في التراب الجزائري. ويرجع الكثيرون أسباب هذا النقاش إلى إصرار المكتب العالمي للكونغريس على انعقاد هذا المؤتمر بتيزي وزو المدينة الجزائرية بمنطقة القبايل، لكن عامل هذه المدينة امتنع عن الرد بالقبول أو بالرفض عن طلب الكونغريس. وأكد ليوناس بلقاسم في تصريحاته لوسائل الإعلام أنه أودع أواخر شهر يونيو من السنة الحالية شكوى استعجالية ضد والي ولاية تيزو وزو الجزائرية بسبب رفضه الترخيص لمنظمة الكونغريس العالمي الأمازيغي عقد مؤتمرها الخامس بتراب الولاية، وقال في لقاء مع الصحافة أن الشكوى المودعة في الغرفة الإدارية لمحكمة تيزو وزو ضد الوالي جاءت بعدما لم تتلق هذه المنظمة ردا من مصالح الولاية بعد أربعة أشهر من إيداع طلب الترخيص لعقد المؤتمر وأضاف المتحدث إن المنظمة تلقت عروضا لعقد مؤتمرها بالمملكة المغربية، لكن يضيف أن احترام توصيات المؤتمر الرابع تجعل التمسك ضروريا بعقد المؤتمر الخامس بالجزائر، مضيفا أن المنظمة عازمة على رفع شكوى أمام كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وجاء في رسالة الجمعيات الرافضة لاحتضان جمعية تاويزا للمؤتمر الخامس للكونغريس الأمازيغي أن هذه الجمعية بمبادرتها هاته فجرت مشاعر الإحباط والسخط وسط الكثير من الفعاليات الأمازيغية داخل مدينة طنجة وخارجها، حيث طفت على السطح عدة ردود أفعال منددة ومستنكرة، غيرة ومخافة على المنظمة من التدحرج نحو الهاوية وإعلان موعد تأبينها في أحضان جمعية يهمها فقط، حسب العديد من المهتمين وحسب حصيلة حركيتها «النضالية» تبييض سمعتها وكنز أموالها، وتتقن فقط صناعة مهرجانها على الأرائك والموائد... إذن -تضيف الرسالة- أنه يلزم هنا أيها الرئيس المحترم، الحفاظ على هذا المكسب الاستراتيجي... ويلزم أن تكون هناك استقلالية كارزمية نضالية لهذه المنظمة.