أكد السيد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن الوفد المغربي تقدم خلال الجولة غير الرسمية الرابعة من المفاوضات حول الصحراء, المنتهية اليوم السبت في مانهاست قرب نيويورك, بكثير من الاقتراحات العملية والجادة من أجل تسريع مسار ووتيرة هذه المفاوضات. وجدد السيد الفاسي, خلال لقاء صحافي عقب اختتام هذه الجولة, التأكيد على الإرادة القوية للمغرب للتوصل إلى حل نهائي لقضية الصحراء يستند على الواقعية وعلى المبادرة المغربية للحكم الذاتي, وهي المبادرة التي رحب بها بشكل إيجابي المنتظم الدولي وتمثل فرصة حقيقية لمختلف شعوب المنطقة للاندماج الاقتصادي, كما تحافظ على الوحدة الترابية للمملكة المغربية. وأكد في هذا السياق أن المنطقة تحتاج إلى حل نهائي لهذا الخلاف الإقليمي, كما أن الشعوب والدول المغاربية الخمس بدورها تحتاج إلى اندماج مغاربي وإلى التوصل إلى حل نهائي لهذا النزاع المصطنع. وقال السيد الطيب الفاسي الفهري " لقد بدأنا أثناء هذه الجولة التفكير في مقاربة جديدة وفي طرق جديدة في إمكانيات التوصل إلى حل نهائي طبقا لقرارات مجلس الأمن باعتماد أساليب مبتكرة وجديدة". وأكد أن المغرب على كامل الاستعداد لإعطاء فرصة جديدة للتقدم عبر هذه الفرص والأساليب المبتكرة, مشيرا إلى بعض الأمثلة في هذا السياق منها - يقول السيد الفاسي الفهري - " الحديث عن موضوع الثروات الطبيعية الحقيقية في المنطقة حتى يتبين الموضوع وتنكشف ألاعيب وأضاليل البوليساريو الذي يسعى لإيهام الرأي العام الدولي بأن المغرب يستغل تلك الثروات, ثم ما هي الوسائل المتاحة في نطاق المفاوضات للاستماع إلى من يمثل الساكنة الصحراوية, خصوصا وأن البوليساريو لاتمثل سكان الصحراء بل فقط إخواننا المحتجزين في المخيمات فوق التراب الجزائري, علاوة على من باستطاعته المساعدة في المفاوضات في إطار التوصل إلى حل يضمن احترام السيادة المغربية". وأشار السيد الفاسي الفهري الى أن من بين الأمثلة , في هذا السياق, "إمكانية عدم اكتفاء المبعوث الشخصي بجولات تفاوضية, وربما يكون أكثر دينامية من خلال تحركات في المنطقة للاستماع لرأي كل من يمكن أن يساعد في هذه العملية, وأخيرا كيف يمكن تنشيط وتفعيل مساهمة الدول المجاورة, الجزائر وموريتانيا" . وقال "نحن نبحث في أفق الحل النهائي خدمة لمصالح المنطقة المغاربية ككل". وذكر السيد الفاسي الفهري بأن المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة السيد بيتر فان فالسوم خلص, بعد أربع جولات من المفاوضات إلى أمر مهم جدا يتمثل في أن الاستقلال غير ممكن وغير واقعي, وقال السيد الفاسي في هذا الصدد " لا نريد أن نرجع الى الوراء أو أن نبدأ من الصفر في الوقت الذي قمنا فيه بمجهودات لنبرز جدية المقترح المغربي وفي نفس الوقت التأكيد على أن ما يسمى بمقترح جديد من طرف بعض الأطراف لا يتيح أي مجال للتقدم الفعلي". وأكد أنه بفضل المبادرة المغربية للحكم الذاتي تم إطلاق مسلسل جديد تحت إشراف الأممالمتحدة " ونحن نتفاوض للتوصل إلى حل نهائي مع البوليساريو, ومع من يقدم لها الدعم السياسي والديبلوماسي , أي الجزائر" , مشددا على أن " المغرب لن يدخر أي جهد من أجل إعطاء الفرصة للمفاوضات وذلك للمضي قدما, لكن - يضيف السيد الفاسي الفهري - هناك خطوطا حمراء تتمثل في شرعية سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية والوحدة الوطنية والترابية. وأوضح أن الوفد المغربي بادر خلال هذه الجولة إلى طرح ما سمي بأحداث العيون وقدم جميع الحجج الدامغة والدلائل المقنعة ليبين للأمم المتحدة أن كل ما قيل وكتب هو فقط محاولات لتغليط الرأي العام الدولي واستغلال غير مقبول لهذه الأحداث, مبرزا أن الأممالمتحدة والمجتمع الدولي يعرفان تفاصيل ما وقع. وأضاف الوزير أن الوفد المغربي طلب من وفد "البوليساريو" تقديم أدلة على مزاعمه لكن للأسف لم يقدم إلا بعض القوائم وبعض الأسماء التي أجاب عنها الوفد المغربي , مؤكدا من جديد أنه أثناء عملية تفكيك مخيم كديم ازيك كان الضحايا جميعهم من صفوف قوى الأمن. وبخصوص الجولتين المقبلتين من المفاوضات غير الرسمية اللتين ستجريان في يناير ومارس 2011 , أوضح السيد الفاسي الفهري أنهما تندرجان في سياق ما دعا اليه مجلس الأمن حتى يتم التمكن من إحراز تقدم في هذا المسار التفاوضي على أساس قرارات مجلس الأمن والواقعية وروح التوافق وبناء على الجهود ذات المصداقية المبذولة من طرف المغرب.