سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سكان في البيضاء يتجهون نحو مقاضاة «ليدك» ومجلس المدينة ومنتخبون يطالبون بدورة استثنائية لمحاكمتها بسبب الخسائر التي تكبدها مواطنون ومؤسسات عمومية ومناطق صناعية
ما زالت احتجاجات المتضررين من فيضانات الدارالبيضاء متواصلة، بعد أن عجزت السلطات المحلية والمنتخبة في فك الحصار المضروب على العديد من الأحياء و»الكاريانات» في المدينة، فيما دخل بعض المتضررين في ترتيبات تمهيدا لمقاضاة مجلس المدينة وشركة «ليدك»، في الوقت الذي شرع منتخبون في مجلس المدينة في جمع التوقيعات من أجل عقد دورة استثنائية لمحاسبة الشركة المذكورة. وقال مصطفى رهين، في اتصال هاتفي ل»المساء»، إن العديد من المنتخَبين يتجهون نحو عقد دورة استثنائية ومناقشتها في الخسائر التي تكبدها المواطنون والمؤسسات العمومية والخاصة، مشيرا، إلى أن «ليدك» لم تلتزم بجميع المشاريع التي تمت برمجتها، وآخر عمل قامت به في إطار تجديد شبكة الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار كان في عهد وزير الداخلية السابق إدريس البصري. وأكد رهين أن منتخَبي المدينة مسؤولون عن عدم محاسبة شركة «ليدك» على تأخرها في إنجاز قناة مجمعة لتصريف مياه واد بوسكورة على طول 8.8 كلم، رغم تخصيص 60 مليار سنتيم من صندوق الأشغال المخصص لإنجاز هذه الاستثمارات. وكان من المنتظر أن تنتهي الأشغال في نهاية السنة المنصرمة، رغم مصادقة مجلسي البيضاء وبوسكورة على إنجاز هذا المشروع. وأطلق بيضاويون صفحة على الموقع الاجتماعي «فايسبوك»، تحت عنوان «مجموعة من أجل محاكمة شعبية لعمدة الدارالبيضاء محمد ساجد»، جاء فيها أن التركيبة المشكلة لمجلس المدينة لا تعرف كيف يفكر البيضاويون وليست لديها غيرة على المدينة ولا تهتم بالمآثر التاريخية والفنية... وهمها الوحيد مراكمة الأموال على حساب مصلحة البيضاويين. وفي السياق ذاته، استنكر سكان «الحفرة» في حي «مبروكة»، حملة الاعتقالات التي طالت العديد منهم، مباشرة بعد تنظيمهم وقفة احتجاجية، أول أمس الأربعاء أمام مقر العمالة، للتنديد بغياب أي تدخل لفك الحصار عنهم، خاصة أن السيول الجارفة ضربت الحي بكاملة ووصل علو المياه حوالي 3.5 أمتار. ويأتي احتجاج السكان بعد أن ظلوا ليلتين في العراء، دون أن يتم تقديم أي مساعدة لهم، فيما أطلق سراح 7 أشخاص من المعتقلين مساء نفس اليوم، من بينهم سيدتان، بينما ما يزال مصير اثنين من المعتقلين مجهولا. وكشف العديد من المتضررين أن الأمطار الاستثنائية التي تهاطلت على المنطقة كشفت عن الوضعية التي يعيشها هذا الحي منذ 30 سنة. وكشف أحد المواطنين ل»المساء»، في اتصال هاتفي، أن سكان الحي المذكور، الملقب ب»الحفرة»، يباشرون التنسيق مع بعض المحامين من أجل مقاضاة شركة «ليدك» والمنتخَبين، في شخص رئيس مجلس المدينة، الذين قدموا وعودا كثيرة، منذ سنوات، من أجل توسيع قنوات الصرف الصحي دون أن تظهر هذه المشاريع إلى حيز الوجود. وأكد سكان من الحي المذكور أن الوقفة السلمية، التي نظموها أول أمس الأربعاء، كان الهدف منها هو إثارة الانتباه إلى الوضعية المزرية التي يعيشها السكان لأكثر من سبع مرات في السنة. وقال المحتجون إن من بين العوامل التي تؤدي إلى تجمع المياه في الحي المذكور وجود «حديقة عمومية» علوها مرتفع لا تتوفر على قنوات الصرف الصحي. وفي السياق ذاته، ما زالت أحياء كثيرة في مدينة البيضاء بدون كهرباء. وفيما ذكرت شركة «ليدك»، المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير أنها تمكنت إلى غاية الساعة الحادية عشرة من أول أمس الأربعاء، من إصلاح وإعادة تشغيل 647 مركزا لتوزيع الكهرباء من أصل 800 مركز، عجزت هذه الأخيرة عن إعادة تشغيل 153 مركزا للتوزيع في أحياء المعاريف وبوركون ولم تسلم منها حتى الأحياء الراقية، من قبيل حي النخيل وكاليفورنيا أو الأحياء الهامشية، كعين حرودة، بسبب تضرر الأسلاك الكهربائية، لوجود معظمها في أماكن تحت الأرض وغمرتها المياه أو لعدم توفر ظروف السلامة. وفي الوقت الذي تحصي الدارالبيضاء خسائرها، خصوصا منطقة عين السبع، دخل مسؤولو المدينة وشركة «ليدك» في تقاذف المسؤوليات في ما بينهم، حيث يحمل كل واحد منهم مسؤولية الفشل في تدبير الأزمة في البيضاء إلى الآخر. وبعد يومين، عقد مجلس المدينة صباح أمس الخميس، اجتماعا لتقييم الخسائر.