عادت الحياة إلى شوارع وأزقة مدينة ابن سليمان، بعد أن انطلقت عملية التنظيف وجمع النفايات من طرف الشركة الفائزة بصفقة التدبير المفوض. وعادت معها حياة حوالي مائة أسرة، بعد أن اعتمدت الشركة على اليد العاملة المحلية لتدبير شؤونها. وقد خصصت بلدية ابن سليمان مع شريكيها وزارتي الداخلية والبيئة سبعين مليون درهم لتنظيف المدينة على مدى سبع سنوات، تم الاتفاق مبدئيا مع الشركة والشريكين على تمويل خمس سنوات منها، بمعدل 10 ملايين درهم كل سنة. وأكد مسؤول بالشركة أن حجم الاستثمار خلال السنوات الثلاث الأولى سيصل إلى 14.5مليون درهم خلال السنوات الثلاث الأولى، كما أنها ستحدث مركزا لفرز النفايات، وهو الأول من نوعه على الصعيد الوطني، في أفق تعميمه على باقي المدن التي فازت بصفقات تدبير نفايتها المنزلية. وأضاف في تصريح ل«المساء» التي حضرت حملة واسعة لتنظيف الحي الحسني أن الشركة وبتعاون مع السلطات المحلية والمنتخبين تمكنوا من حذف مجموعة من النقط السوداء. ويعاني مسؤولو الشركة محليا من الهجومات اليومية التي يتعرضون لها من طرف بعض الشبان المنحرفين الذين يحلون بمقر الإدارة في حالات غير طبيعية، وكذا من انتشار بقايا جذوع الأشجار وهياكل السيارات والشاحنات والجرارات والمحطات العشوائية للشاحنات المفروض منعها من ولوج المدينة، وورشات الحدادة والميكانيك العشوائية التي تلقي بعشوائية نفاياتها السائلة وبقايا الحديد والألمنيوم والعجلات المطاطية. كما لازالت الدواب والمواشي والأبقار تصول وتجول داخل عدة أحياء سكنية، وتلقي بحاويات الأزبال المملوءة على الأرصفة والأزقة. وفي الوقت الذي استبشرت فيه ساكنة مدينة ابن سليمان خيرا بانطلاق عمل شركة النظافة بعد أزيد من أربعة أشهر من الانتظار، وبدأت المدينة تنفض غبارها وتتخلص من نقطها السوداء التي عمرت لسنوات داخل معظم الأحياء السكنية. وفي انتظار التخلص من جبال النفايات والأزبال التي لازالت تحجب الرؤية والتنفس بضواحي الحي الحسني، بدأت نقط سوداء أخرى تبرز بعدة أحياء سكنية، متمثلة في بعض المساحات الفارغة التابعة للخواص والدولة والتي استغلت من طرف بعض النافذين والموالين لهم كمحطات بيع مواد البناء (رمال وأحجار وحديد واسمنت...). عشر بقع أرضية بأحياء الفرح ولالة مريم والنجمة والقدس والفلين وقبالة مندوبية التعليم، أراد لها مستغلوها أن تكون ورشات للبناء اليومي، حيث الشاحنات والرافعات (التراكس) وعمال الرفع والشحن على مدار الساعة أمام صمت كل الجهات المعنية، وتدهور الأزقة والشوارع المجاورة ومعاناة سكان الجوار وبعض المصالح العمومية (نيابة التعليم، مقر المنطقة الأمنية...).