كان يكفي يومان من التساقطات المطرية الغزيرة لكي تتوقف الحركة بالكامل في مدينة كبرى هي الدارالبيضاء، العاصمة الاقتصادية للبلاد، وأن تشل جل المرافق وينقطع التيار الكهربائي عن العديد من المناطق، بما في ذلك وسط المدينة. ولم يقتصر الأمر على الدارالبيضاء الكبرى وحدها، بل عم أكثرية المناطق التي شهدت تهاطل الأمطار خلال اليومين الماضيين، ووصلت الأمور إلى حافة الخطر مع تسجيل بعض الوفيات في عدد من المناطق وغرق حافلات وانهيارات منزلية، هذا إضافة إلى الانجرافات التي حصلت لبعض الطرق خارج وداخل المدن، لأن هذه الطرقات كانت تنتظر فقط مثل هذه التساقطات لكي تنهار. لقد كشفت هذه التساقطات المطرية هشاشة البنيات التحتية في بلادنا، والعنوان العريض لكل هذا بكلمة واحدة هو الفساد، لأن هناك تلاعبا في الصفقات وغشا في الأعمال وتحايلا على أموال الدولة. منذ سنوات وهذا السيناريو يتكرر كل عام، كلما تساقطت الأمطار كلما كان علينا أن نفتح لائحة لتسجيل الموتى. لكن إذا كان مدينة كبرى كالدارالبيضاء قد عاشت ما عاشته يوم أمس فكيف بالمناطق النائية المعزولة التي توجد بها هشاشة كبيرة كفيلة بتعريضها للكوارث عند أول مناسبة؟. لقد أعلنت الحكومة في العام الماضي عن خطة لإنقاذ المواطنين والتدخل في المناطق الأكثر تضررا في حالة الفيضانات، لكن يبدو أنها نسيت وعودها للمواطنين واطمأنت إلى عدم تكرار المآسي، وهذه مناسبة لكي تشرح الحكومة للمواطنين ماذا عملت وما هي الحصيلة.