فوجئ القائمون على مهرجان سينمائي دولي حول فلسطين، كان يفترض أن تنطلق فعاليات دورته الأولى يوم 29 نونبر الجاري بالرباط، بتراجع عباس الفاسي، الوزير الأول، عن تقديم الدعم المالي للمهرجان بعد أن كان ديوانه قد وعد في وقت سابق بتوفيره، فيما ينتظر أن يرفع مدير المهرجان خلال الأيام القادمة دعوى قضائية أمام المحكمة الإدارية ضده. وأوضح عمر لوزي، مدير المهرجان والمستشار في الأممالمتحدة لحقوق الأمم والشعوب، أنه في إطار التحضير للمهرجان، الذي كان سيعرف مشاركة شخصيات عالمية مساندة للقضية الفلسطينية، اتصل بديوان الوزير الأول ووزراء في حكومته ومؤسسات عمومية من أجل طلب دعم المهرجان ماليا، بيد أنه فوجئ بديوان عباس الفاسي يتراجع عن وعد سابق بدعم المهرجان، مشيرا إلى أن أحد العاملين بديوان الوزير الأول استفسره خلال مكالمة جمعته به الأسبوع الماضي عن علاقة منظمي المهرجان بحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وهو «ما أثار استغرابي ودهشتي، خاصة أن لا علاقة تجمعنا لا من قريب أو بعيد بالحركة، بل أكثر من ذلك عرضنا فكرة المهرجان على أحمد صبح، سفير دولة فلسطين بالمغرب، الذي أبدى موافقته وترحيبه بالمهرجان»، يقول لوزي. ولم يقتصر التراجع عن دعم المهرجان، الذي كانت انطلاقة فعالياته ستصادف الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، على الوزير الأول، بل امتد إلى وزارات ومؤسسات عمومية وكذا بعض المستشهرين: «لقد كان هناك ترحيب أولي بفكرة تنظيم المهرجان، لكن ما أن اقترب موعد انطلاقته حتى وضعت العراقيل أمامنا. وللإشارة فقط، فإننا لا نتوفر إلى حد الساعة على صالة لعرض الأفلام المشاركة في المهرجان بعد أن اشترط القائمون على مسرح محمد الخامس بالرباط تأدية 30 ألف درهم عن كل ليلة، بل أكثر من ذلك وحسب معلومات مؤكدة توصلت بها، فإن هناك سبع مؤسسات، خاصة تلك التي تدعم «ميدايز»، الذي يرأسه إبراهيم الفاسي الفهري، نجل وزير الخارجية والتعاون، صدرت إليها تعليمات بعدم تقديم أي دعم للمهرجان الدولي حول فلسطين» يقول لوزي في اتصال مع «المساء»، مشيرا إلى أن «مقاطعة هذه المؤسسات للمهرجان مرده إلى غضب وزير الخارجية والتعاون من تصريحات كنت قد أدليت بها لجريدة «le temps» السويسرية، واعتبرت فيها أن منتدى «ميدايز» هو بمثابة تطبيع مقنع للدولة المغربية مع إسرائيل». وفيما قال لوزي إن علامات استفهام كثيرة تطرح حول الأسباب الكامنة وراء تراجع مؤسسات حكومية ومقاطعة شركات لمهرجان كان سيعرف مشاركة شخصيات دولية مؤيدة للقضية الفلسطينية من أمثال الفرنسي من أصول يهودية، ستيفان هسل، أحد محرري الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ل 1948، وسفيرة فلسطين بفرنسا ليلى شهيد، أشار المصدر ذاته إلى أن «حركة الشباب الأورو المتوسطي»، المنظمة للمهرجان، تمكنت من خلال مجهودات شخصية لأعضائها من توفير نحو 20 مليون سنتيم من أصل 40 مليون سنتيم هي الميزانية المطلوب توفيرها لتنظيم المهرجان. وأوضح لوزي أنه أمام عدم قدرة المنظمين على توفير الدعم المالي المتطلب لتنظيم المهرجان بسبب تراجع مؤسسات حكومية وشركات خاصة عن الدعم، سيتم تأجيل الدورة الأولى لمهرجان فلسطين لما يربو عن شهرين. إلى ذلك، كشف لوزي أنه يعتزم رفع دعوى قضائية، خلال الأيام المقبلة، ضد الوزير الأول والحكومة المغربية أمام المحكمة الإدارية بالرباط، مشيرا إلى أنه «لا يمكن أن يمر هذا الشطط من جانب الوزير الأول بدون ردة فعل، وستكون الدعوى القضائية مناسبة ليقدموا لنا أسباب التراجع عن دعم المهرجان».