نجح فريق الفتح الرياضي الرباطي في بلوغ الدور النهائي من مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وذلك على الرغم من هزيمته في مباراة الإياب من نفس المسابقة أمام فريق الاتحاد الليبي بنتيجة هدف دون رد حمل توقيع المهاجم محمد الزوين في حدود الدقيقة 32 من شوط المباراة الأول. وسادت فرحة عارمة جميع أحياء العاصمة، حيث شكلت جميع السيارات والحافلات التي أقلت الجماهير موكبا احتفاليا بجميع الشوارع والأزقة المؤدية إلى المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، معززة بأعلام المملكة المغربية وشعارات الفريق الرباطي، حيث استغلت هذه الجماهير المباراة لتجديد موقفها غير المشروط من مغربية الصحراء، خصوصا في ظل الأحداث التي خيمت على مدينة العيون قبل أيام قليلة، وذلك من خلال رفع هتافات وشعارات على هامش المباراة، وعقب نهايتها، مستغلة في ذلك حضور سفير الجزائر في الرباط، وكذا الجنسية الجزائرية التي يحملها حكم المباراة حمودة حمودي. وشكلت مباراة الفتح والاتحاد الليبي مناسبة لعودة اللحمة إلى جماهير الكرة المغربية، حيث حضرت المباراة أعداد غفيرة من الجماهير التي تمثل كل المدن المغربية من شمالها إلى جنوبها، لكن جماهير الجيش الملكي هي التي حضرت بأعداد كبيرة فاقت 5000 متفرج، وشكلت إلى جانب باقي الجماهير سندا قويا للفريق الرباطي، خصوصا في أصعب الفترات التي مرت بها المباراة. التي تأخرت عن موعدها بأكثر من 7 دقائق بسبب إصرار الحكم على تغيير الشباك الخلفية للمرمى الشمالي للمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، بسبب الضرر الكبير الذي لحق بها لضعف الصيانة، شأنها في ذلك شأن أرضية الملعب التي لم تعد تقوى على احتضان المباريات، حيث إن كل زحلقة للاعب من الفريقين تحدث شرخا واضحا في العشب، وهو ما يطرح سؤالا عميقا حول مدى قدرة هذا الملعب على احتضان مباراة نهاية كأس العرش بين الفتح الرياضي والمغرب الفاسي بعد زهاء عشرة أيام من الآن. وبالعودة إلى مجريات المباراة، فقد سيطر عليها الشد العصبي، وكذا الخوف من الإقصاء، خصوصا أن الفريق الرباطي أنجز الشوط الأول الذي دار قبل أسبوعين بالعاصمة الليبية طرابلس آل لمصلحة الفريق المغربي بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد. ونجح الفريق المغربي الذي كان مدعوما بأكثر من 10 آلاف متفرج جاؤوا من جميع أنحاء المملكة في السيطرة على جميع أطوار الشوط الأول من المباراة، لكنه فوجئ بتلقي مرماه لهدف عن طريق اللاعب الزوين، الذي نجح في مباغتة الدفاع الفتحي وسجل هدف المباراة الوحيد بضربة رأسية مركزة أسكنها في الجهة اليسرى لمرمى الحارس عصام بادة. هذا الهدف زرع خوفا كبيرا في معسكر الفتحيين، وظهر ذلك بجلاء من خلال حدوث تغير في أدائهم، والذي اختلف عن الكيفية التي استهل بها المباراة، والتي ميزها الاعتماد على المثلثات القصيرة واللعب الفرجوي. ليعلن الحكم نهاية الشوط الأول بتقدم الليبيين بنتيجة هدف دون رد. الشوط الثاني عرف تحركا ملموسا للرباطيين، الذين سيطروا على الكرة بشكل واضح، وخلقوا فرصا عديدة للتسجيل، لم تترجم إلى أهداف. لكن طرد جمال التريكي بشكل مستفز غذى تخوف الفتحيين وجعلهم يعيدون كل حساباتهم، ومن ثمة عدم المبالغة في الهجوم، ما فسح المجال للضيوف من أجل تنظيم جملة من الهجمات الخطيرة، كانت تجد أمامها دفاعا فتحيا صلبا ومنظما بكيفية جيدة، وذلك بقيادة الحارس المتألق عصام بادة وخبرة وحنكة بنشريفة وبوخريص. ليعلن الحكم في أعقاب ضغط ليبي رهيب على نهاية المباراة بهزيمة فتحية حملته لأول مرة في تاريخه إلى نهائي كأس الكاف. وعبر الحسين عموتة عن ارتياحه الكبير لنتيجة المباراة، مشيرا إلى أن فريقه عرف كيف يتعامل معها بحنكة وبذكاء، خصوصا أن متغيرين كانا كافيين لإفساد الفرحة، ويتعلق الأمر بهدف اللاعب الزوين وكذا طرد التريكي، لكن لاعبيه – يضيف عموتو- أثبتوا أنهم يستحقون العناية التي باتوا يحظون بها من لدن كل مكونات الجمهور المغربي. شدد عموتة على أن نتيجة الانتصار التي حققها فريقه في مباراة الذهاب قوت الضغوط على لاعبيه، وجعلتهم يتحملون ضغطا كبيرا، رغم أن جلهم غير معتاد على ذلك. وأنهى عموتة تصريحه بتوجيه الشكر إلى جميع من ساندوا الفتح خلال هذه المباراة، وفي مقدمتهم الجماهير المغربية التي حضرت المباراة أو التي تابعتها من وراء الشاشة أو المذياع، واعدا الجميع ببذل كل الجهود من أجل تشريف الكرة المغربية في المباراة النهائية. يذكر أن المباراة شهدت أول ظهور رسمي للمدرب الوطني إيريك إيريتس، الذي تابع المباراة، ونقل مقربون عنه إعجابه بالظهير الأيسر الرباطي أسامة الغريب، فضلا عن المدافعين بنشريفة وبوخريص ولاعب الوسط البقالي. وأضاف المصدر أن غيريتس دون أسماء اللاعبين الأربعة في مفكرته، بغاية مراقبة مدى تطور مستواهم في المباريات المقبلة.