أصيبت مختلف فعاليات فريق الصفاقسي التونسي بصدمة كبيرة عقب إعلان الحكم الإيريتيري ايمانيول أيوب عن نهاية المباراة التي جمعت فريقها بفريق الفتح الرياضي، ضمن آخر دور من مباريات المجموعة الثانية لحساب مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. وبدا الذهول جليا على وجوه جميع التونسيين وفي مقدمتهم المدرب بيير لوشانتر الذي أكد أنه فوجئ بالمستوى الكبير الذي ظهر به فريق الفتح الرياضي، والذي فرض من خلاله سيطرة مطلقة على مختلف أطوار المباراة. نفس الذهول ظهر على وجوه أعضاء الوفد الرسمي التونسي الذي تابع المباراة، حيث نقل أحد أعضاء المكتب المسير لفريق الفتح، والذي تابع المباراة داخل المنصة الرسمية أن الوفد التونسي كان منشغلا فقط بالحديث عن مختلف المعطيات المتعلقة بمباراة النصف التي كانت ستقودهم لملاقاة فريق الاتحاد الليبي، لكن جميع هذه الأماني تحولت إلى سراب بعد تسجيل الهدف الثاني لجمال التريكي. علما أن فريق الصفاقسي التونسي أحرز لوحده لقب هذه المسابقة لثلاث مرات، وهو نفس العدد الذي حققته الأندية المغربية مجتمعة، والتي استهلها فريق الكوكب المراكشي ثم تبعه الرجاء البيضاوي وأنهاها الجيش الملكي قبل أربعة مواسم. فريق الفتح إذن نجح في تحويل تخلفه في نتيجة المباراة بهدف دون رد حمل توقيع أسعد الدريدي من نقطة الجزاء إلى انتصار بهدفين مقابل واحد، حملا توقيع كل من هشام الفتحي في الدقيقة 61 وجمال التريكي في الدقيقة 75، ليتصدر بذلك فريق العاصمة ترتيب أندية المجموعة الثانية بمجموع 13 نقطة من أربعة انتصارت وتعادل وهزيمة، في حين تجمد رصيد الصفاقسي المرشح الأبرز لتسيد المجموعة في 10 نقط من ثلاثة انتصارات وتعادل وهزيمتين. وتميزت المباراة، التي أقيمت عصر أول أمس بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، بحضور جماهيري كبير فاق 10 آلاف متفرج، تفاعلوا مع مجريات المباراة، وعلى الخصوص الأداء الذي قدمه فريق الفتح الرياضي، الذي سيطر على مختلف أطوراها، منذ الانطلاقة وإلى غاية آخر ثانية منها. هذه الجماهير خالفت كل التوقعات من خلال رفعها ل»تيفو» ضخم حمل ألوان الفريق واستعرض تاريخه وأهم منجزاته. لكن هذه الجماهير أصيبت بصدمة كبيرة بعدما تلقت مرمى فريقهم هدفا غادرا من ضربة جزاء جاءت ضد مجرى اللعب، بعد خطأ فادح للمدافع الكمروني دانيال مونشاري، رغم أن التصوير البطيء للقطة أظهر أن اللاعب التونسي وظف كل خبراته لإيهام الحكم بكونه تعرض لإعاقة من طرف الحارس عصام بادة. هذا الهدف أدخل المباراة في رتابة كبيرة لم ينهها سوى الحكم من خلال إعلانه نهاية الشوط الأول بتقدم الفريق التونسي بنتيجة هدف دون رد، لكن دون إقناع أو استحقاق. ومع أولى إطلالات الشوط الثاني ظهر جليا أن فريق الفتح لم يكن مستعدا بتاتا لترك المباراة تنفلت من بين يديه، وذلك من خلال تكثيف هجماته على مرمى الحارس عبد الرؤوف الرتالي. وكان بمقدور الثنائي رشيد روكي وهشام الفتحي أن يسجلا هدف التعديل منذ أولى دقائق هذا الشوط، سواء عن طريق القذف من خارج المربع أو عن طريق الانسلال صوب المرمى. هذه الهجمات أثمرت هدف التعادل عن طريق هشام الفتحي، بعد استغلاله تمريرة جيدة من قدم رشيد روكي، غالط بها الحارس التونسي، لتستمر في غضون ذلك سيطرة الرباطيين على مجريات المباراة، ما ولد الهدف الثاني عن طريق جمال التريكي الذي حل محل المهاجم النيجيري إيسوفو الحسن، وذلك عن طريق تنفيذ جيد لضربة خطأ مباشرة. لينهي الحكم المباراة بتألق فتحي كبير وانتصار تاريخي، سيمكن ممثل المغرب من ملاقاة فريق الاتحاد الليبي نهاية هذا الشهر في مباراة الذهاب التي ستجرى بمدينة بنغازي، على أن تدور مباراة الإياب خلال منتصف شهر نونبر بالعاصمة الرباط. ووصف الحسين عموتة هذا الانتصار بالهام جدا في مسيرة فريقه، مؤكدا أن لاعبيه قدموا أفضل مباراة لهم في مشوار التصفيات الإفريقية ونجحوا فعلا في التعامل مع مجريات المباراة بالذكاء المطلوب، أمام خصم وصفه بالمرعب والقوي جدا. رافضا في الحين ذاته إعطاء أية تفاصيل عن مباراة النصف، على اعتبار أنه يفكر حاليا في المباراة التي ستجمعه بالكاك لحساب الدوري المحلي، على أن يتحدث عن مباراة بنغازي بعد ذلك.