نجح فريق الفتح الرياضي لكرة القدم في إنقاذ ماء وجه الكرة المغربية ببلوغه دور نصف نهاية كأس الكاف، بعد عودته بنتيجة التعادل هدف لمثله في المباراة التي جمعته بفريق زاناكو الزامبي بملعب نكوروما بالعاصمة لوسكا. وتمكن فريق الفتح من تجاوز كل المؤثرات التي رافقت المباراة، في مقدمتها غياب ثلاثة من أهم لاعبي الفريق وهم أيوب الخالقي ورشيد روكي وعبد الإله منصور، فضلا عن العياء الذي ألم باللاعبين من فرط المباريات التي أجراها الفريق خلال الشهرين الماضيين وكذا الظروف المناخية التي دارت فيها المباراة والأجواء الإفريقية التي طبعتها. الفتح إذن تجاوز كل ذلك وحسم تأهله إلى دور نصف النهائي قبل آخر جولة التي سيلاقي فيها فريق الصفاقسي التونسي. وسادت فرحة عارمة غرف تغيير ملاعب الفتح، وكذا عند الوصول إلى الفندق حيث ابتهج الجميع بهذا الإنجاز التاريخي. لكن أهم ما ميز هذه الاحتفالية هو إصرار اللاعبين على حمل العلم الوطني وليس علم الفتح، في إشارة إلى أن الفريق لم يكن يدافع عن ألوانه بقدر ما كان يبحث عن إعادة الاعتبار لكرة القدم الوطنية. وسينتظر فريق الفتح إلى غاية ال 17 من هذا الشهر ليتعرف على خصمه المستقبلي، والذي لن يخرج حتما عن دائرة فريقي الاتحاد الليبي أو الهلال السوداني، اللذين يتقدمان على كل من آس فان النايجري ودجوليبا المالي بأكثر من خمس نقط. وبالعودة إلى تفاصيل المباراة فقد شهد شوطها الأول اندفاعا قويا من طرف لاعبي زاناكو الزامبي نحو مرمى الحارس عصام بادة، خصوصا أن لاعبي الفتح كانوا يدرون هذا المعطى جيدا من خلال معرفتهم المسبقة بنوايا الفريق الخصم الذي كان يلعب آخر حظوظه في التأهل إلى دور نصف النهائي. لكن هذا الضغط لم يثمر تسجيل فرص تسجيل خطيرة، على اعتبار أن المدرب عموتة حافظ على نفس التشكيل الذي خاض مباراة حرس الحدود المصري قبل أسبوعين، باستثناء إشراك اسماعيل الزايدي مكان أيوب الخالقي الموقوف بسبب حصوله على إنذارين خلال المباريات السابقة. كما زاد من صلابة فريق الفتح خلال هذا الشوط محافظة المدرب الحسين عموتة على نفس النهج ونفس الخطة التي خاض بها المباراتين الأخيرتين، سواء بمسابقة كأس الكاف ضد الحرس وضد الرجاء في مسابقة الدوري، والقائمة على الاعتماد على ثلاثي دفاعي مكون من العميد حمودة بنشريفة والدولي عبد الفتاح بوخريص والكمروني دانيال مونشاري، إضافة إلى المدافعين أسامة الغريب وإسماعيل الزايدي اللذين يمتلكان مقومات هجومية كبيرة من شأنها تقديم الإمداد الكافي والدعم المطلوب للاعبي خط الوسط الهجوم. ورغم امتلاك الفريق الزامبي للكرة في أكثر فترات هذا الشوط فإن أخطر فرصة هي التي لاحت للاعب هشام الفاتحي خلال الدقيقة 37، لكنه فشل في تحويلها إلى هدف الانتصار، قبل إعلان الحكم محمدو سولاي عن نهاية الشوط بالتعادل السلبي صفر لمثله. الشوط الثاني انطلق قويا لفائدة الفتح الرياضي، الذي نجح بعد مرور سبع دقائق في تسجيل الهدف الثاني برجل اللاعب النايجيري الحسن إيسوفو، وذلك في أعقاب تنفيذ جيد لضربة ركنية عن طريق لاعب الوسط محمد أمين البقالي. وكان طبيعيا أن يرمي فريق زناكو بكامل ثقله في اتجاه مرمى الحارس عصام بادة، لكن هذا ترك مجالات وفراغات كاد فريق الفتح أن يستثمرها ويستغلها لمصلحته، لكن كل الفرص التي خلقها الفريق لم تستثمر على النحو الأمثل. ومع اقتراب نهاية المباراة تمكن فريق زناكو من تسجيل هدف التعادل من تسديدة خارج المربع حملت توقيع لاعب الوسط باندا، غالط بها الحارس عصام بادة. هذا الأخير أسهم بشكل كبير في عودة فريقه مؤهلا إلى دور نصف النهائي بتدخلاته الصائبة، صحبة لاعبي خط الدفاع وفي مقدمتهم العميد بنشريفة وبوخريص ودانيال. لكن رغم سيطرة الفريق الزامبي على أطوار العشر دقائق الأخيرة من المباراة إلا أن فريق الفتح أفلح في الوصول إلى مبتغاه وهو التأهل لأول مرة في تاريخه إلى مباراة نصف نهاية كأس الكاف. وعبر المدرب عموتة عن ارتياحه الشديد بعد هذه النتيجة، مشيرا إلى أنه كان يتمنى لو أن فريقه نجح في اصطياد نقط المباراة كي يخوض باقي المباريات بمعنويات عالية، لكن معطيات المباراة أفرزت عكس ذلك. مضيفا أن تراجع اللاعبين نحو مناطقهم الدفاعية هو الذي منح الفريق الزامبي الفرصة ليتسيد الدقائق الأخيرة من المباراة، موجها الشكر إلى جميع اللاعبين على تفانيهم واستماتتهم في الدفاع عن مرماهم. مؤكدا أنه سيحضر لاعبيه على نحو يمكنهم من الانتقام من فريق الصفاقس خلال المباراة الأخيرة، ومن ثمة الثأر من الهزيمة القاسية التي تلقاها الفريق في مباراة الذهاب.