خلق الحوار الذي أجراه مؤخرا عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبد الهادي خيرات مع أسبوعية «المشعل»، وأعيد نشره كاملا ومترجما في عدد أول أمس الثلاثاء من جريدة «ليبراسيون»، الناطقة باسم الحزب، جدلا داخل حزب القوات الشعبية، وأحرج قيادة الحزب، خاصة أنه يتحمل مواقع مسؤولية داخل الحكومة، فضلا عن أن الكاتب الأول للحزب هو رئيس مجلس النواب. وقالت مصادر مطلعة إن اجتماع المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، الذي انعقد يوم الاثنين الماضي، عرف نقاشا حادا حول التصريحات، التي أدلى بها عضو المكتب السياسي عبد الهادي خيرات للأسبوعية، والتي لم ترق لعدد من أعضاء المكتب وقيادة الحزب. وأضافت المصادر ذاتها أن قياديين داخل الحزب وجهوا انتقادات إلى عبد خيرات بسبب تصريحاته، والتي تشكل حرجا للحزب المشارك في الائتلاف الحكومي، الذي يقوده الأمين العام لحزب الاستقلال عباس الفاسي. وأشارت نفس المصادر إلى أن قيادة الحزب تعمل في الوقت الحالي من أجل التخفيف من حدة هذه التصريحات، وتحاول أن تظهر بأن ما قاله عبد الهادي خيرات لا يعدو أن يكون آراء شخصية لا تعكس بأي حال من الأحوال رأي الحزب وقيادته. وكان عبد الهادي خيرات، الذي يشغل مهمة مدير جريدتي الحزب (الاتحاد الاشتراكي وليبراسيون)، والمعروف بوضوحه وصراحته وبانتقاداته اللاذعة وبخرجاته الإعلامية التي تحرج قيادة الحزب، قد أكد في حوار مع أسبوعية «المشعل» بأن الدولة المغربية تتجه نحو الفاشية في ظل انعدام شروط بناء دولة المؤسسات، وفقدان الأحزاب السياسية مصداقيتها، و في ظل برلمان عاجز، وعدم توفر أخلاق سياسية، إلى درجة أن أي شخص أصبح يطمح لكي يكون وزيرا أو قائدا سياسيا، فضلا عن قوله إن هناك «عصابات» و«مجرمين» أصبحوا يترأسون جماعات محلية ويمتلكون أموالا طائلة، في حين تمارس الدولة دور المتفرج السلبي.