لم يتأت لملعب ميمون العرصي أن يفرح بحلته الجديدة زوال أول أمس السبت، بعدما شاء الشغب أن يفسد فرحة افتتاح الملعب لأول مرة في التاريخ لمباراة عن القسم الوطني الأول برسم فعاليات الجولة الثامنة بين شباب الريف الحسيمي، الذي حقق الصعود لأول مرة إلى قسم الكبار، وحامل لقب البطولة الوطنية فريق الوداد البيضاوي، ليقرر الحكم خالد الرويسي، الذي عين لقيادة المباراة السالفة أربعا وعشرين ساعة قبل بداية المباراة، إيقاف المباراة في حدود الدقيقة العشرين حماية للاعبين والجماهير الحاضرة. وانطلقت شرارة الغضب بين جماهير الفريقين، والتي بلغ عددها 12 ألف مشجع أغلبهم من مشجعي الريف الحسيمي مع تسجيل انتقال أزيد من 200 مشجع من البيضاء لمساندة الوداد منذ انطلاق صافرة البداية، إذ لم يتوقع لا مسؤولو الوداد ولا مسؤولو الفريق الحسيمي أن يتحول العرس الكروي إلى أحداث شغب عكرت صفو الافتتاح الرسمي لملعب ميمون العرصي الذي كسي بعشب اصطناعي من الجيل الرفيع المستوى، إذ تراشق جمهورا الفريقين بالحجارة وتبادلا السب والشتم بل إن بعض الشعارات حملت دلالات سياسية، وامتد الشغب من الملعب إلى خارج أسواره، إذ امتلأت شوارع الحسيمة بالحجارة، ونتج عن الحادث اعتقالات وجرحى، وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» فإن خمسة عشر مشجعا من أنصار فريق الوداد الرياضي أصيبوا نتيجة التراشق بالحجارة، بل إن المصالح الأمنية وجدت صعوبات عدة في إخراج جماهير الوداد من الملعب، حيث ظلت جماهير الوداد التي يتجاوز عددها 200 مشجع مرابطة بملعب ميمون العرصي تحت حراسة أمنية مشددة إلى حدود الساعة السابعة والنصف مساء. كما اعتقلت السلطات الأمنية مجموعة من مثيري الشغب في صفوف الجمهورين. وتأسف إدريس السلاوي، الناطق الرسمي باسم الوداد، على الأحداث، مشيرا إلى أن جمهور الوداد جمهور مسالم، رافضا تحميله مسؤولية ما وقع، في المقابل أكد أحد أعضاء المكتب المسير للفريق الحسيمي، على أمواج الإذاعة الوطنية، أن جمهور الريف جمهور حضاري، ولن يتجرأ على الرمي بالحجارة، واصفا جمهور الوداد بالمزعج، مشيرا إلى أن جل سكان مدينة الحسيمة اشتكوا من ضوضاء جماهير الوداد منذ حلولها بالمدينة يوم الجمعة الماضي، على حد تعبيره.