بينما يردد المسؤولون على الجهاز الرياضي الوطني عامة، وتحديدا مجال كرة القدم، بين الفينة والأخرى، شعارات رنانة خاصة بالاحتراف، تظهر تجاوزات وخروقات توضح بجلاء أن كرتنا الوطنية ينقصها الكثير والكثير إذ أدت أعمال شغب بين مشجعي فريقي شباب الريف الحسيمي (المستضيف)، وضيفه الوداد البيضاوي، إلى إجبار الحكم خليل الرويسي، المنتمي لعصبة تادلة، على توقيف المباراة، التي تدخل ضمن منافسات البطولة الوطنية (الجولة الثامنة). ولم تدم أطوار المباراة، التي احتضنها ملعب ميمون العرصي، الذي جرى افتتاحه لأول مرة بعد تجديده، سوى عشر دقائق تقريبا، أطلق بعدها الحكم الرئيسي صافرته لتوقيف اللعب بعدما حالت أحداث شغب في المدرجات دون مواصلة التنافس في ظروف عادية، بعدما جرى تبادل أنصار الفريقين التراشق بالحجارة، علما أن الجمهور الضيف كان محاصرا من الجانبين بالجمهور الحسيمي، عكس ما هو متعارف عليه، ما استوجب تكسير الحواجز، ونزول عددا كبيرا من المشجعين الوداديين إلى أرضية الملعب، هروبا من شغب المدرجات. وانتظر الحكم الرويسي داخل غرفة الملابس حوالي 20 دقيقة، على أمل الإعلان عن متابعة المباراة في حال تحسن الظروف، غير أنه اضطر إلى توقيف المباراة بشكل نهائي. ووفق مصادر عاينت المباراة، فإن سوء التنظيم حال دون إجرائها في أجواء عادية، إذ أن الطاقة الاستيعابية لملعب ميمون العرصي لا تتعدى 7000 متفرج، لكن اللجنة التنظيمية لم تراع ذلك، وسمحت بدخول حوالي 15 ألف متفرج، دون اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة، وتأمين وجود الجمهور الضيف في مدرجات كافية، بعيدا عن الجمهور المحلي، تفاديا لأي اصطدامات بين الطرفين، علما أن أعددا كبيرا من مناصري الفريقين بقيت خارج أسوار الملعب، رغم أنها تتوفر على تذاكر الدخول. وفي السياق ذاته، قال عبد المالك موجال، رئيس جمعية البيت الأحمر، إن ما حدث يدخل في إطار التقصير على مستوى التنظيم، مضيفا "حين يعلن الحكم عن توقيف المباراة فهذا يعني غياب الأمن". وأضاف موجال، في اتصال هاتفي مع "المغربية"، أن منظمي المباراة غير معتادين على المباريات الكبرى، "زد على ذلك أن الطاقة الاستيعابية للملعب محدودة، ولا يمكنه استضافة المباريات، التي تعرف حضورا جماهيريا كبيرا". من جهة أخرى، كشفت مصادر مطلعة أن الحكم خليل الرويسي أرسل تقريره حول المباراة إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وأن تقريره يتضمن خروقات كبيرة على مستوى التنظيم بالدرجة الأولى، ساهمت في حدوث أعمال الشغب. وأكدت مصادرنا أن الجامعة ستقرر، في الأيام القليلة المقبلة، في مصير المباراة، بعد عقد اجتماعها، ودراسة تقرير الحكم والمندوب، مرجحة، في السياق ذاته، أن تعاد المباراة، مع الحكم على الفريق الحسيمي، الصاعد حديثا إلى القسم الوطني الأول، اللعب أربع مباريات دون جمهور، حسب القوانين.