في مدينة الدارالبيضاء.. في واحد من أحيائها الشعبية.. وقعت جريمة اغتصاب انتهت بمقتل طفل صغير في الرابعة من عمره، فتحولت المنطقة إلى ساحة مسكونة بالأوجاع. كان الحدث أليما: اغتصاب وقتل.. وأسرة جف دمعها من هول الفاجعة. استغل الجاني تعلق الصغير به، كما استغل براءته، واغتصبه بوحشية.. وحين خاف أن يفتضح أمره ضربه بحجرة على رأسه.. قتله ببرودة دم واغتسل وتوجه إلى سوق الجملة لينام وكأن شيئا لم يكن..وبعد ساعات فقط من ارتكابه جريمته النكراء تمكنت عناصر الشرطة القضائية التابعة لأمن ابن مسيك من القبض على الجاني الذي اعترف بالمنسوب إليه، وتم تقديمه للعدالة. كان الجاني يتردد على العائلة. كان صديقا لعم الضحية، وواحدا من أبناء الحي، وكان يعرف أفراد أسرة الضحية جميعا، ولم يتوقع أحد يوما أن يتسبب لهم في مأساة عائلية. كان عم الضحية يعطف عليه، إذ كان يرى في الجاني صديقا لا يجب أن يلفظه المجتمع بحكم سوابقه العدلية. وقد كان استغراب العم كبيرا حين كانت طعنة الغدر من الصديق الذي فتح له يوما قلبه، فحرمه من ابن أخ عزيز، وتسبب له في جرح عميق. ظلم ذوي القربى.. لم يكن الصغير يدرك يوما أنه سيموت بيد الشاب الذي ظل يعتبره مثل عمه. لم يكن يعرف أنه سيلفظ أنفاسه الأخيرة يوما متأثرا بجراحه.. فقد شاء القدر أن يتعرض الصغير لعملية اغتصاب انتهت بموته. كانت الساعة تشير إلى السابعة مساء من يوم الجمعة 13 شهر مارس 2009. كان الصغير الذي أطفأ للتو شمعته الرابعة يلعب أمام باب بيته رفقة الصغار من أبناء الجيران.. كان الفرح كبيرا. إذ كان والد الصغير قد وفر له كل وسائل الترفيه. يتعب الرجل في عمله إرضاء لعائلته. وفجأة حولته الجريمة إلى رجل مهموم، يحسب أيامه بلحظات الحزن. كان الرجل قد تحدث يومها بكلمات دامعة لوسائل الإعلام التي حضرت ساعة تمثيل الجريمة، وأخبر كل الحاضرين أن الجاني اعتبر دائما واحدا من أفراد العائلة، إذ لم يشك أحد لحظة أن يصيبهم بأي أذى أو مكروه، ولكنه استغل تعلق الصغير به، الذي كان يعتبره مثل عمه، وقام بفعله الإجرامي الشنيع. كان الوالد يبكي بحزن فراق الابن الذي كان يرى فيه المستقبل المشرق. كان الولد بمثابة الصديق والأخ. كان ابنا عزيزا ولم يتصور أحد أن تأتي نهايته أليمة بهذا الشكل. اغتصاب وجريمة قتل في تلك الليلة، جاء الجاني يسأل عن صديقه، فأخبروه أنه غير موجود بالمنزل، وفي لحظة تعلق الصغير به وطلب منه أن يعطيه درهما، لكنه أخبره أنه سيمنحه إياه لاحقا، وقد كان يومها فاقدا للوعي بفعل شربه الخمر، فأخذه معه وحدثت الجريمة. كانت تصريحات الجاني قد وضعت الحروف الأولى في سطر الجريمة، التي ابتدأت بطلب عفوي من طفل صغير، وانتهت بتدبير عملية إجرامية شنعاء، فقد أخذ الجاني الضحية إلى مكان خال بالقرب من شارع عبد القادر الصحراوي، لا يبعد كثيرا عن بيت الضحية، واغتصبه بوحشية وحين قاوم الصغير وأخبره أنه سيبلغ والده بما حدث، خاف الجاني أن يفتضح أمره، فأخذ حجرة كبيرة وهوى بها على رأس الصغير، وكرر ذلك عدة مرات، حتى فارق الصغير الحياة، وتركه الجاني غارقا في دمائه وعاد من حيث أتى. القبض على الجاني شعرت عائلة الصغير بغياب ابنها، فخرجت تبحث عنه في الحي، وعند الجيران، ولكنها لم تجد له أثرا. كبرت مخاوف الوالد، قبل أن تتدخل الجارة لتخرجهم من متاهة البحث، بعدما أخبرتهم أنها شاهدت الجاني وهو عائد من موقع الجريمة وثيابه ملطخة بالدماء، وأنه كان قبل ساعات برفقة الضحية الصغير، فتحدد موقع البحث، وبادر الجميع بالسؤال عن الجاني، الذي توجه إلى الحمام بعد انتهائه من جريمته الشنعاء، فاغتسل واختفى عن الأنظار. حامت شكوك كثيرة حول الجاني، و تم إخبار عناصر الأمن بالأمر، التي تمكنت من العثور على الجاني نائما بسوق الجملة، فألقت القبض عليه بعدما استسلم دون أن يبدي أي مقاومة. وقد اعترف بجريمته، وأخذ رجال الأمن إلى مكان الحادث ليجدوا الطفل الصغير مقتولا وغارقا في دمائه حوالي الساعة الثانية عشرة ليلا وسط استنكار سكان المنطقة الذين حجوا بالآلاف ليعيشوا واحدة من جرائم الاغتصاب الشنيع. استنكار شعبي في يوم السبت، حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال، في الرابع عشر من شهر مارس، حج جمهور كبير إلى مكان الحادث لمعاينة تفاصيل تمثيل الجريمة. تم استقدام الجاني من طرف رجال الأمن ليقوم بتشخيص الجريمة وسط حراسة أمنية مشددة. كان الجميع يتحدث عن ظاهرة الاغتصاب التي أصبحت عادية، وأصبح القتل مرافقا للاغتصاب لإخفاء معالم الجريمة، وظل السؤال المطروح:من يحمي هؤلاء الأطفال الصغار؟. في الحفل الجنائزي تقاطرت الدموع من عيني والدة الطفل الضحية، التي رزقت قبل ثلاثة أشهر من يوم الجريمة بابن آخر، كان الأخ الأصغر للضحية، الابن البكر للعائلة. استسلمت الوالدة الثكلى لبكاء شديد، وأحاطت بها نساء كثيرات كن يقدمن لها عبارات العزاء الصادق. كان هول الصدمة أقوى من كل شيء. و قد انتهت الحكاية الأليمة بالقبض على الجاني وتقديمه إلى العدالة لتقول كلمتها فيه.