فضل مجموعة من طلبة جامعة الحسن الأول بمدينة سطات النوم بمدخل أحد مرافق الحي الجامعي، وانتظار تدخل الجهات المعنية من أجل تمكينهم من أسرة داخل غرف الحي شأنهم شأن بقية النزلاء. وكان الطلبة المتضررون (12 طالبا) الذين يتابعون دراساتهم الجامعية بكليتي الحقوق والعلوم والتقنيات، قرروا الدخول في اعتصام مفتوح والاستمرار في خوض جميع الأشكال النضالية التصعيدية المشروعة حتى تحقيق مطلبهم الشرعي المتمثل في ضمان أسرة لهم داخل الحي الجامعي, بعد أن تم حرمانهم منه. وزاد قلق واضطراب الطلبة الذين قضوا عدة ليال في الخلاء بأفرشة وأغطية خفيفة لم تحل دون تعرضهم لنزلات البرد ، وهو ما أدى إلى تعثر مؤقت في دراستهم، وحال دون تمكينهم من الحضور الفعال لحصصهم الدراسية، كما زاد من محنهم مع الأغطية والأفرشة والأواني المنزلية التي يعتمدونها في النوم والتغذية. والتي يصعب عليهم إخفاؤها إلى حين الحاجة إليها. وأكد المتضررون في اتصال ب«المساء» أنهم تعرضوا أول أمس السبت للاعتداء من طرف الحراس الخاصين والأعوان الذين تمت تعبئتهم من طرف مدير الحي الجامعي، حيث تعرض أحد الطلبة الذي يعاني من عجز صحي لمضاعفات كادت تودي بحياته، كما أكدوا أن إدارة الحي الجامعي وفي محاولة لفك اعتصامهم، عمدت إلى التنسيق مع السلطات المحلية وأعوانها بمنطقة ابن احمد الذين اتصلوا بأسر المتضررين وأخبروهم أن أبناءهم يعبثون داخل الحي الجامعي وأنهم دخلوا في تنظيمات سرية، وذلك من أجل تخويف آبائهم وأمهاتهم وجعلهم يتدخلون من أجل فك اعتصامهم. كما أضافوا أن إدارة الحي تسلك طرق الزبونية والمحسوبية في إسكان الطلبة، وأنه تم إقصاؤهم دون وجه حق. وسبق للمجموعة التي تعتبر نفسها متضررة أن نظمت وقفات احتجاجية ابتداء من يوم الاثنين 13 شتنبر واعتصاما إنذاريا يوم 11 أكتوبر 2010 أسفر عن عقد مدير الحي الجامعي حوارا معهم يوم 12 أكتوبر 2010 ، وأكد الطلبة أنه وعدهم بمعالجة ملفهم، من خلال التزامه بعقد جلسة حوار ثانية يوم الخميس 21 أكتوبر، لكن أضافت المجموعة أن المدير تنكر لهم. من جهته فند مدير الحي الجامعي ما وصفه بادعاءات الطلبة، موضحا أن فئة الطلبة المعتصمين داخل حرم الحي الجامعي هم من أبناء منطقة ابن احمد، وأن هذه المنطقة، تستفيد سنويا من 96 سريرا للذكور، وأزيد من ضعف العدد يخصص للإناث، موضحا أن الحي الجامعي الذي يتوفر على سبعة أجنحة ودار للطالبات، يستفيد الذكور منهم من الإقامة داخل جناحين فقط، ويبلغ العدد الإجمالي لنزلاء الحي الجامعي 2020 طالبا وطالبة، حصة الذكور منهم 480 طالبا فقط. وحصة الإناث 1540 طالبة منها 350 طالبة نزيلة بدار الطالبات التي توجد بدورها تحت وصاية إدارة الحي الجامعي. وأوضح أن نزلاء الحي هم طلبة وطالبات من مختلف أقاليم وعمالات المملكة، بحكم طبيعة بعض المؤسسات الجامعية بجامعة الحسن الأول ذات الاستقطاب الوطني. واعتبر مدير الحي (الذي يحمل إطار قائد بوزارة الداخلية) أن المعتصمين اقتحموا حرم الحي الجامعي بطرق غير شرعية.