في الثالث من نوفمبر، مع مرور انتخابات منتصف الولاية، سيفرغ باراك أوباما للتنديد بالمسؤولين من وجهة نظره عن خفوت المسيرة السياسية في المنطقة. إذا ألقى التهمة على بنيامين نتنياهو، فسيصعب على إيهود باراك أن يُبيّن لماذا لا يستقيل، لكن تعيين وزير دفاع جديد أيضا لا يتوقع أن يُغيّر وظيفة الزوجين رفيعي المستوى في الجيش، رئيس هيئة الأركان التالي يوآف غالنت ونائبه يئير نفيه. سيُحتاج إلى تطور مدوٍّ على نحو خاص لجعل مسار التعيينات قابلا للانعكاس. إن غالنت ونفيه، اللذين كانا في الماضي قائدي فرقة غزة، يواصلان تراث الجيش الإسرائيلي منذ عقد وأكثر بتعيين رئيس أركان ونائبه تفضيل قادة فرق الأمن الجاري (منطقة يهودا والسامرة، وغزة، والفرقة 91 في الجليل ووحدة الارتباط في لبنان) على قادة الفرقتين المدرعتين النظاميتين 36 و162. يُعبّر هذا الأمر عن ضعف أهمية الخبرة باستعمال قوات نظامية، وينبغي أخذ ذلك في الحسبان في حساب الربح والخسارة في مواجهة الإرهاب الفلسطيني في العقد الأخير. إن توجه التمدّح بالنصر في هذا الميدان يضائل من وزن الثمن المباشر من القتلى، والثمن غير المباشر فساد قدرات أخرى للجيش الإسرائيلي. من يزعم أن الجيش الإسرائيلي انتصر في المناطق بين سنتي 2000 و2006 لكنه خسر في لبنان في 2006، مرغم على الاعتراف بالتأثير السلبي للجهد الأول في الثاني. بقي في هيئة القيادة العامة التي تتولى عملها، زيادة على غابي اشكنازي، ثلاثة جنرالات خدموا في الجيش الإسرائيلي في حرب يوم الغفران وهم: عاموس يدلين وغرشون هكوهين وعامي شفران. يعرف الجيل التالي، الذي يشتمل على غالنت ونفيه حرب 1973 من التراث الحربي فقط. إن طوفان المنشورات عن الحرب في الأسابيع الأخيرة استعاد مادة معروفة أكثر مما أسهم في إدراكات جديدة. لم يرد هناك، لكنه حيوي لفهم التسلسل المعوج للحرب، كم رفضت القيادة السياسية عشية انتخابات أيد فيها برنامج عمل الحزب الحاكم وضع عدم السلام وعدم الحرب الاعتراف بإمكانية أن يستطيع قادة مصر وسورية استغلال هذا الخرق. كانت أيضا فرص عسكرية ساحقة. تحدث عن واحدة منها مؤخرا العميد احتياط أوري نعمان، الذي كان سكرتير «لجنة الإنذار» المشتركة لتجميع المعلومات والبحث في السنتين 1971 و1972، إذ كان ضابطا شابا في قسم تجميع المعلومات في «أمان». جرى إعداد «كتاب دلائل شاهدة» للحرب، وفيه 150 دليلا كهذا في الميدان المصري ونحو 100 في الميدان السوري. وجّه قائد نعمان، يوآل بن بورات، الضباط إلى أن يلونوا الدلائل الخفاقة باللون الأحمر. وكانت الحمرة بنسبة الثلثين توجب إنذارا بالحرب، مع تجاهل نوايا قادة العدو المخمنة. في 1973، بعد استقالة رئيس «أمان» أهارون ياريف من منصبه، فسد هذا التوجه لسبب ما. كانت القيادة الإسرائيلية قُبيل حرب يوم الغفران متسرعة في الحوادث ومترددة في الحروب. وهكذا خُزنت الخطة العملياتية الأكثر جرأة «الضوء الأخضر»، لنقل دبابات على حاملات إلى الضفة المصرية من خليج السويس وتطويق الجبهة من مؤخرتها. في الثالث عشر من غشت 1973 قبل الحرب بأقل من شهرين، تأثرت هيئة القيادة العامة كلها، وفيها أيضا قائد سلاح البحرية بني تيلم، بعرض قدرة الإنزال عند الشعاب المرجانية في شرم الشيخ. لو أن الفكرة حُقّقت بحسب نظام الإنزال المباغت للجنرال ماك آرثر في إنشون في الحرب الكورية، لوفّر مئات من ضحايا الحرب في عبور القناة إلى الغرب بعد عشرة أيام من القتال. من أجل ألا تُغرق القوة المدرعة في إبحارها القصير، نحو 30 كيلومترا، كان يُحتاج إلى تفوق بحري وجوي. إن هوادة القيادة، التي لم تتوقع حربا قبل 1975، سبّبت ألا تُحقّق مبكرا نيّة نقل سفن صواريخ حول إفريقيا ووضعها في ميدان البحر الأحمر. زمن الحرب، ورغم عملية ناجحة للكوماندو البحري وسفن «دبور»، أحجمت القيادة. لم تُجدِ توسلات نائب رئيس هيئة الأركان، إسرائيل تال، وقائد الميدان زئيف الموغ الذي أصبح فيما بعد قائد سلاح البحرية. يجب على قيادة الجيش الإسرائيلي الجديدة أن تعرف متى يخفق بإزائها ضوء أحمر ومتى يجب عليها استغلال عمليات مثل «الضوء الأخضر». وعليها أيضا أن تعلم بأن القيادة السياسية في الأزمات تُخليها لنفسها. لا تتبدل سوى الحروب والشخصيات. عن ال«هآرتس»