«رجالة ودراري صحابي ولعيلات ودريات نشدهم ندبحهم ونقطع ليهم بزازلهم ...مازال غادي نبقى نقتل وشكرا». بهذه الجمل والكلمات التي اختار صاحبها أو أصحابها أن تكون ممزوجة بالدارجة والفصحى والأخطاء اللغوية، تمت كتابة رسالة على سبورتين بإحدى المؤسسات التعليمية بإقليم ابن سليمان، توحي بأن «سفاح النساء»، الإشاعة التي زاد انتشارها بالمدن المجاورة للدار البيضاء، شخصية حقيقية، ولجت المدرسة القروية، وأعلنت عن استمرار قتلها بالتسلسل للنساء، علما أن كل مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي بولاية الدارالبيضاء الكبرى وإقليم ابن سليمان نفت وجود أي سفاح، كما نفت ارتكاب أي جريمة قتل نسوية. وقد عاد شبح سفاح النساء ليخيم على تلاميذ وتلميذات ومدرسي ومدرسات إقليم ابن سليمان، بعد أن عمد أحد أو بعض لصوص المدارس التعليمية ليلة الأحد المنصرم إلى تخريب إحدى الفرعيات المدرسية المعزولة بدوار أولاد بورويس، التابعة لمجموعة مدارس القائد حمودة بقيادة الفضالات، والعبث بمحتويات أقسامها الستة، حيث علمت «المساء» أنه تم إتلاف وتكسير زجاج وشباك بعض النوافذ، والخزانات، ووثائق خاصة بالمدرسين، كما تم تكسير أقفال بعض الأقسام وكذا السكن الوظيفي، قبل أن يترك اللص أو اللصوص رسالة مكتوبة بالطباشير على سبورتين توحي بأن «سفاح النساء» هو من اقتحم المؤسسة التعليمية، بهدف بعث رسالته للتأكيد على وجوده، واستمراره في الفتك بالنساء والتنكيل بجثثهن. وعلمت «المساء» أن الأطر التربوية وتلاميذ الفرعية التعليمية فوجئوا صباح الاثنين الماضي عندما وجدوا أن شخصا أو أشخاصا مجهولين كسروا أبواب الفرعية التعليمية المعزولة بلا حارس ليلي، وعبثوا بمحتويات الأقسام وخربوا بعض عتادها، وتركوا رسالة خطية تفيد بأن العابث هو «سفاح النساء». وقد سارع مدير المؤسسة إلى إخبار المسؤولين بنيابة التعليم والسلطات المحلية والدرك الملكي، الذين وقفوا على عملية السطو والرسالة، وانطلقت التحريات من أجل الوصول إلى الجاني أو الجناة، علما أن المؤسسة التعليمية، حسب بعض سكان المنطقة، سبق أن تعرضت الموسم الدراسي الماضي وخلال عطلة الصيف لعدة عمليات سطو (عدادا الماء والكهرباء وبعض محتويات الأقسام...). كما أكد السكان أن غرباء ومعهم بعض أبناء المنطقة يلجؤون إلى أقسامها ليلا من أجل السهر رفقة المومسات ومعاقرة الخمر، وأن الأطفال سبق لهم أن عثروا بداية الموسم الماضي على علب البيرة وقنينات الخمر الفارغة داخل الأقسام وبساحة المدرسة. وقال محمد المختار الليلي، النائب الجديد بنيابة التعليم ابن سليمان، إنه مباشرة بعد تعرض المؤسسة التعليمية للتخريب من طرف مجهولين تم إخبار السلطات المحلية والدرك الملكي، الذين انتقلوا إلى عين المكان حيث وقفوا على الحادث، مضيفا أن من ارتكب جريمة السرقة وإرهاب التلاميذ والمدرسين لابد أن يكون من أبناء المنطقة، وأنه ستتم مقارنة الخط الذي كتبت به الجمل الإرهابية مع خطوط التلاميذ وكذا بعض أبناء المنطقة المشتبه فيهم للوصول إلى الجاني. وأوضح الليلي أن الفرعية ومعها مجموعة من الفرعيات تفتقر إلى حراس ليليين، بسبب الخصاص في الأعوان، وأن وعودا تلقتها النيابة من بعض الشركاء، الذين سيتدبرون الأمر لتوفير حراس ليليين للمؤسسات التعليمية المنعزلة، التي بها عتاد والمعرضة للسطو. وأضاف أنه قبل الحادث بيوم واحد كانت إحدى الجمعيات قد انتقلت إلى مؤسسة تعليمية بنفس القيادة حيث ستشرع في بناء مراحيض لها، مؤكدا أن الأمل معقود على كل الفاعلين والشركاء من أجل دعم القطاع التربوي، وخصوصا بالعالم القروي