لبيضاوي لكرة القدم ساخنا وصاخبا، وبقدر ما كان مناسبة لتفجير مجموعة من الحقائق المتعلقة بالتسيير داخل الفريق، فإنه في الوقت نفسه كشف أن الفوضى هي التي تحكم تدبير الأندية الوطنية، وكرة القدم المغربية بشكل عام. في الجمع العام للرجاء تم الإجهاز على القانون أكثر من مرة. أولا:عندما اضطر ممثل وزارة الشبيبة والرياضة إلى أن يجلس مع المنخرطين ليتابع أطوار الجمع العام، بعدما لم يجد له مكانا في المنصة. وثانيا: بعد أن ثبت أن المكتب الذي سير فريق الرجاء في الفترة الماضية لم يكن قانونيا، إذ أن اللائحة المودعة لدى السلطات لا تضم الأعضاء الذين أضافهم الرئيس عبد الله غلام إلى لائحة المكتب المسير، لذلك كان من المفروض أن يتم وضع مقارنة بين اللائحة المودعة لدى المجموعة الوطنية وأعضاء المكتب الذين حضروا الجمع العام، بل إنه رغم أن عددا من المنخرطين نبهوا إلى هذا الوضع غير القانوني، فإن أحدا لم يعر اهتماما لمطالبهم. وثالثا: عندما تم تمرير التقريرين الأدبي والمالي دون أن يصادق عليهما الجمع العام، ففي الوقت الذي كان فيه المنخرطون يطالبون بأن يتم التصويت بشكل سري، فإن الرئيس اعتبر أن الذين رفعوا أيديهم مطالبين بالتصويت سريا، كما لو أنهم وافقوا على التقريرين، دون أن يتم احتساب عدد أصوات المنخرطين الذين صوتوا بنعم والذين صوتوا بلا . والمثير أن هذه النقطة مرت دون أن يحرك أحد ساكنا بما في ذلك امحمد أوزال رئيس المكتب المديري ورئيس المجموعة الوطنية والذي يفترض فيه أن يسهر على تطبيق القانون لا أن يكون أول من يقوم بخرقه، ويشجع على التطاول عليه. لذلك، فقد بدت الموافقة على التقريرين الأدبي والمالي كما لو تمت قرصنتها، بل إن تمرير تقرير مالي بلغت فيه المصاريف 3 ملايير و200مليون سنتيم بطريقة فاضحة يطرح الكثير من علامات الاستفهام. ورابع الخروقات: عندما تم السماح لأشخاص غير منخرطين بدخول القاعة لمتابعة أشغال الجمع العام . وخامسا: عندما لم يتم احترام جدول أعمال الجمع العام. إن ما حدث في جمع الرجاء، يختزل الطريقة التي يتم بها تدبير الشأن الكروي في المغرب، فإذا كانت مثل هذه الأمور تحدث في جمع لفريق اسمه الرجاء له قاعدة جماهيرية كبيرة ويجر وراءه تاريخا حافلا، فماذا سنقول عن بقية الفرق الوطنية. ولمكر الصدف، فإن أوزال الذي حضر الجمع العام للرجاء ليعبد الطريق أمام غلام، نزع بعضا من فتيل الغضب في دورة المياه رفقة سعيد حسبان. وعندما تحل مشاكل فريق من حجم الرجاء في دورة المياه، فالأكيد أن للأمر أكثر من دلالة.