سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دليل يقترح الاعتراف بكهوف يسكنها مواطنون في ضواحي صفرو كإرث وطني للنهوض بالسياحة في المدينة مدينة بمؤهلات طبيعية وتاريخية بدون فنادق ولا بنيات تحتية تحلم بالتحول إلى وجهة سياحية
احتضن مقر عمالة صفرو، يوم الخميس 7 أكتوبر الجاري، اجتماعا «استثنائيا» خُصِّص لمناقشة مخطط سياحي من شأنه أن يُخرج المدينة من «سباتها» ويربطها بالتنمية و«يُخمد» فتيل احتجاجاتها المتواصلة، بسبب ضعف فرص الشغل وتَردّي الخدمات وارتفاع الأسعار وخطر انهيار منازل في المدينة العتيقة... حضر الاجتماع مسؤولون عن وزارة السياحة في الإقليم والمجلس الجهوي للسياحة في فاس وأسفر عن اعتماد دليل سياحي للمدينة قدّمه فريد لحلو، مدير المجلس الجهوي للسياحة. وتراهن السلطات طبقا لهذا الدليل من أجل تحويل المنطقة إلى منطقة سياحية، على تصنيف المدينة كموروث عالمي، بالإضافة إلى تصنيف موسم حب الملوك كموروث ثقافي لا مادي عالمي، وهي مسؤولية تَحمَّلها كل من المجلس البلدي ووزارة الثقافة. كما تراهن على تصنيف كهوف بلدة «البهاليل»، التي ما تزال تسكنها بعض العائلات، كإرث وطني، من أجل إعطاء دفعة قوية للسياحة في المنطقة. وقد أوكلت هذه المهمة إلى كل من وزارة الثقافة والمجلس الحضري ل»البهاليل» و»جمعية أصدقاء البهاليل». ومن بين الإجراءات التي تحدث عنها المخطط إحداث مركز للتكوين في مهن السياحة القروية وإحياء شجرة الكرز، بغرس 500 شجرة برسم سنة 2010، في أفق تعميم هذه العملية في مختلف أنحاء الإقليم سنتي 2011 و2012، مع تطوير مهرجان حب الملوك وإحياء مهرجان للتفاح وإحداث مهرجان آخر للفنون الشعبية. وتطرق المخطط إلى ضرورة ترميم المنازل العتيقة وإعدادها للإيواء، في إطار مشروع «زيارات صفرو»، وهو مشروع سبق أن تم اعتماده في مدينة فاس. وتقول الدراسة التي تمت المصادقة عليها إن إقليمصفرو يتوفر على إرث تاريخي وثقافي يتجلى، خصوصا، في المدينة القديمة وأسوارها وقصباتها وقلاعها ومداشرها ودواويرها ومواقعها الأركيولوجية وكهوفها ومغاراتها ويضم عددا من المساجد والزوايا والأضرحة. لكن هذه الخصوصيات التي تتميز بها لم تستأثر بأي مخططات لإعادة الإعتبار إليها. فساكنة المدينة العتيقة تنظم، بشكل متواصل، احتجاجات للمطالبة بإنقاذها من خطر انهيار المنازل المتهالكة فوق رؤوس العائلات التي تقطنها. وبالرغم من تسجيل عدة حالات لانهيار منازل فيها، فإن مختلف المصالح المعنية لا تتوفر على أي برنامج لإصلاح وترميم هذه المدينة العتيقة وجعلها من المَسالك التي من شأنها أن تستقطب السياح أثناء توجههم إلى المدينة. وتوجد جل الأضرحة والزوايا التي يتحدث عنها التقرير في هذه المدينة العتيقة، وأصبحت معظم بناياتها مقفلة، بينما تحول بعضها إلى «منازل» تتقاسمها العائلات ذات الدخل المحدود... وتحدث المخطط عن أن مدينة صفرو معروفة بموسم «حب الملوك»، الذي يتم تنظيمه خلال شهر يونيو من كل سنة. وينتهي بتتويج «ملكة حب الملوك»، من بين أجمل الفتيات المرشَّحات لنيل هذه الصفة، وتترأس هذه الملكة الاستعراض، رفقة وصيفتَيْها. ويلقب المهرجان ب»عميد المهرجانات» في المغرب، إذ يعود تنظيم أول دورة له إلى سنة 1920. لكن هذا المهرجان لم يستطع أن يحصل على «تسويق» وطني ودولي، من شأنه أن يساهم في تنمية السياحة في المنطقة. وقد شهدت دوراته الأخيرة «صراعات سياسية» بين منتخَبين ينتمون إلى كل من حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي. ويتبادل الطرفان تهمة محاولة استغلال المهرجان لكسب التأييد لدى الساكنة. وراهنت إدارة المهرجان، في الدورة الأخيرة، على استقطاب حوالي 50 ألف زائر، لمتابعة أطوار المهرجان، لكن المدينة لا تتوفر على أي فندق من شأنه أن يحتضن هؤلاء الزوار. وإلى جانب هذا المهرجان، فإن الإقليم يشهد تنظيم حوالي 12 موسما. لكنها مواسم لا تتجاوز حدود المحلية. ويضم الإقليم عدة مواقع طبيعية تتكون من ضايات ومنابع وعيون وغابات وفجاج وكهوف ومناظر عامة، من شأنها أن تساهم في تنمية السياحة القروية (غابة تكلتونت وضاية إيفر وغابة تافرت وبويبلان وضاية إفركاع وعين سبو وعين تمدرين وعين السلطان وعين الركراك وعين الشفاء وعين جراح وعين الركادة...). وتحيط بمركز المدينة تجمعات سكنية، من شأنها أن تتحول إلى مناطق للسياحة. فمنطقة إميزار كندر تعتبر من مراكز الاصطياف المعروفة والتي تجلب السياح، خصوصا في فصل الصيف. كما أن بلدة البهاليل معروفة بموروثها الطبيعي وبكهوفها التاريخية وصناعة الأزرار الحريرية. لكن غياب البنيات التحتية في مركز المدينة ومحيطها يعتبر من أهم مؤشرات أزمة القطاع السياحي في الإقليم. ففي المدينة لا وجود لأي فندق مصنَّف. ولا تتوفر منطقة إموزار، التي يشتد الإقبال عليها صيفا من قِبل السياح المغاربة سوى على فندقين من صنف نجمتين. ولا يتجاوز عدد الأسِرّة في مجموع فنادق الإقليم، المصنفة والعادية، ومآويه 500 سرير. وإلى جانب هذه «الإكراهات»، فإن المواقع السياحية التي اعتبرها المخطط مؤهلات للتنمية تعاني من صعوبة الوصول إليها، بسبب عدم توفر وسائل النقل في طرق شبه معبَّدة، ولا تولي وكالات الأسفار أي اهتمام لهذا المنتوج السياحي ولا تدرجه ضمن برامجها التي تحصرها في فاس العتيقة فقط.