انهار منزل بالمدينة العتيقة بفاس صباح يوم الأحد الأخير حوالي الساعة السادسة صباحا. ولم يخلف انهيار هذا المنزل بحي زقاق الرواح أي خسائر في الأرواح، لكنه أعاد مشكل الخطر الذي يهدد هذه المنازل بالمدينة العتيقة بسبب قدمها وغياب ترميمها وإصلاحها. وجاء هذا الانهيار بعد تساقطات مطرية ضعيفة شهدتها المدينة. وقال أحد سكان البناية إن المنزل اهتز قليلا قبل أن ينهار. ويبلغ عدد سكان هذا المنزل حوالي 29 فردا، وتؤمه 6 عائلات. وسارعت السلطات المحلية إلى إعادة إيواء هذه الأسر في حي بنسودة الهامشي. وأفادت المصادر بأن السلطات لا ترغب في إثارة الملف إعلاميا من جديد، خصوصا وأن طريقة إدارة مشروع إعادة ترميم وإصلاح البنايات بالمدينة العتيقة بفاس قد تعرضت للكثير من الانتقادات. وعُلم بأن اجتماعا طارئا عقد بالولاية ترأسه الوالي محمد غرابي وحضره العمدة حميد شباط وخصص لدراسة قضية خطر الانهيارات الذي يهدد منازل المدينة القديمة الآهلة بالسكان. وتقول المصادر إن ما يقرب من 1000 منزل تعرض للترميم سنة 2004 بدعم من اليونسكو التي أدرجت المدينة العتيقة بفاس كتراث إنساني عالمي، لكن نتائج هذه العملية ظلت محدودة بالرغم من كونها مكلفة من الناحية المادية. وتكلف كل عملية ترميم للمنزل، حسب المصادر، حوالي 150 ألف درهم. ويرفض السكان أداء الجزء الخاص بهم، مفضلين مقترح إعادة إسكانهم في أماكن أخرى بعيدا عن المدينة العتيقة. وفي الوقت الذي يتهم فيه السكان المسؤولين المحليين بعدم التعامل الجدي مع ملفهم، يفضل هؤلاء تحميل المسؤولية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تعود إليها ملكية أجزاء جد واسعة من بنايات المدينة القديمة، متهمين إياها بالتماطل في الترخيص للجماعة بمباشرة أشغال الترميم. وتفيد المصادر بأن السلطات عمدت ما بين 2004 و2008 إلى إعادة إسكان ما يقرب من 850 عائلة كانت تسكن في منازل مهددة بالانهيار. ويرتقب أن تعمد السلطات في الفترة ما بين 2008 و2012 إلى القيام بعملية مشابهة. وفي الوقت الذي يتم فيه «إخلاء» الساكنة من هذه المدينة العتيقة، يلاحظ أن منعشين سياحيين مغاربة وأجانب يتنافسون في ما بينهم من أجل الحصول على بنايات في الفضاء ويعيدون إصلاحها بغرض إقامة المشاريع السياحية بها.