حاصر ليلة أول أمس الاثنين المئات من سكان مدينة صفرو مقر عمالة الإقليمبالمدينة يتقدمهم العديد من المناضلين الحقوقيين والجمعويين بالمدينة بعد سقوط أحد المنازل الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة، وبعد سلسلة من الاحتجاجات شبه اليومية التي كانت تدق ناقوس الخطر بضرورة التدخل العاجل قبل حدوث الكارثة دون أن تجد الآذان الصاغية. فبعد أن شاع خبر الانهيار، التحق العديد من المواطنين للمشاركة في الاحتجاج قرب مقر عمالة الإقليم مهددين بجعل هذا اليوم بداية انتفاضة شعبية تعيد إلى الذاكرة الأحداث التي عرفتها المدينة السنة الفارطة بسبب ارتفاع الأسعار، وانهيار القدرة الشرائية للمواطنين المنحدرين في غالب الأحيان من القرى المجاورة للمدينة والمعروفة بالفقر والتهميش. وحسب مصدر من عين مكان الاحتجاج ، فإن مناسبة اليوم مرتبطة بلامبالاة مصالح العمالة بالإقليم بمجمل المشاكل التي تعيشها المدينة عموما والمدينة القديمة، خاصة المنازل الآيلة للسقوط، مما أدى إلى انهيار أحد المنازل بحي الملاح قديما حي الأمل حاليا. وإذا كان هذا الانهيار لم يخلف ضحايا بسبب تواجد سكانه خارجه، فإنه ينذر ببداية مسلسل دامٍ للانهيارات التي قد تطال بيوتا آهلة بالسكان. وقد حملت العديد من الجهات الحقوقية بالمدينة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع بالمدينة إلى المجلس الجماعي للمدينة الذي تغيب عن برامجه الجماعية أية استراتيجية حقيقية لإنقاذ أرواح المواطنين بمجمل أحياء المدينة القديمة. المتظاهرون الذين جابوا أرجاء المدينة بشكل حضاري، طوقوا مقر العمالة مرددين الشعارات ومنددين بالسلطة المحلية ورئيس المجلس البلدي محملين المسؤولية إلى عامل إقليمصفرو باعتباره الممثل الأول للدولة بالمنطقة. وقد رفع المحتجون العديد من الشعارات لعل أهمها تلك المرتبطة بإدانة التهميش والفقر واللامبالاة التي تعامل بها مختلف المشاكل التي تعيشها المدينة التي يجب تصنيفها ضمن المناطق ذات الاحتياجات الخاصة. قوات الأمن التي حاصرت المكان لم تقم باستفزاز المتظاهرين، ولعل ذلك ماساهم في محافظة المتظاهرين على هدوئهم وانضباطهم وعدم انحراف مسارها. ولعل ذكرى الأحداث الأليمة التي رافقت المسيرات الاحتجاجية قبل سنوات، عندما تم استفزاز السكان، كانت حاضرة بقوة. وتجدر الإشارة إلى أن الإحصائيات الرسمية تؤكد أن 225 منزلا آيلا للسقوط بالمدينة يتم التعامل معها وفق منظور الأولويات. أما السكان فيؤكدون أن عدد المنازل التي يجب التدخل لإيجاد الحل لها يصل إلى 270 منزلا آيلا للسقوط تنتشر في مختلف أحياء المدينة. ويعد حي الملاح الذي كان يقطنه اليهود المغاربة، أهم الأحياء التي تحتاج إلى التدخل العاجل، نظرا لهشاشة البناء به والفقر المنتشر بأحيائه.