أدانت ابتدائية سطات ثلاثة متهمين بأحكام تتراوح بين سنتين ونصف وثلاث سنوات من أجل انتحال مهنة ينظمها القانون وإهانة الضابطة القضائية عن طريق التبليغ عن جريمة خيالية، والخيانة الزوجية، وإعداد منزل للدعارة، وحيازة سلاح أبيض دون مبرر شرعي. وقد تم توقيف الأظناء بعدما أشعرت عناصر الأمن بسطات بوقوع سرقة بالخطف تحت طائلة السلاح الأبيض، وأن السارق مطارد من طرف الضحية. وعلى وجه السرعة تم الانتقال إلى عين المكان وتعقب المعني بالأمر حيث تمت محاصرته بناء على الأوصاف المدلى بها من طرف الضحية وسط «الغويبة» المجاورة للخزينة العامة. ويتعلق الأمر بالمسمى توفيق، الذي تم التعرف عليه من طرف الضحية المسمى رضى، الذي أكد على أنه كان صحبة خليلته فتيحة بالخلاء، ففوجئ بالمسمى توفيق يعترض سبيله ويشهر في وجهه سكينا هدده بها واستولى على هاتفه النقال قبل أن يلوذ بالفرار ويقوم الضحية بمطاردته. وقد أجرت عناصر الشرطة تمشيطا واسع النطاق على طول المسار الذي تمت فيه المطاردة دون أن يتم العثور على الهاتف المسروق. وعند تعميق البحث كشفت فتيحة أن خليلها دخل في نزاع مع المشتكى به دون أن يعرضه للسرقة، وأن هذا الأخير لاذ بالفرار فتعقبه خليلها، و قد صادف ذلك مرور رجال الأمن فأوهمهم بأنه ذهب ضحية سرقة من قبل توفيق. وأضافت أن خليلها رضى كان يقدم لها نفسه على أنه رجل أمن يعمل بالبيضاء، وهو ما جعل الشكوك تحوم حول رضى، الذي كان موضوع بحث دقيق. غير أنه تراجع عن تصريحاته التي أفضى بها سلفا، مؤكدا أنه لم يتعرض للسرقة، بل تبادل العنف مع المشتكى به توفيق الذي أشهر في وجهه سكينا صغيرا. كما اعترف أنه رفقة شخصين آخرين كانوا ينتحلون صفة رجال شرطة ويقومون بابتزاز الضحايا بالمناطق المتاخمة لمجمع الخير وحي سيدي عبد الكريم، والذين يختلون بالفتيات، فيتسلمون منهم مبالغ مالية متفاوتة. وقد كان الجناة يستعملون لذلك الغرض جهاز اتصال لا سلكي من البلاستيك، إضافة إلى لوازم أخرى. و قد تم الانتقال رفقة المتهم إلى محل إقامته و تم تفتيش غرفته والعثور على المحجوزات التي كان يستعملها مع شركائه في النصب على الضحايا وانتحال صفة رجال شرطة. وبإرشاد منه تم الاهتداء إلى شريكه الثاني عبد السلام، الذي حاول نفي التهمة عنه في بادئ الأمر. كما ألقت الضابطة القضائية القبض على الشريك الثالث المسمى محمد. وعلى ضوء البحث المجرى في هذه القضية، تم الكشف عن مجموعة من الضحايا الذين كانت غالبيتهم لا تتقدم بشكايات في الموضوع لعوامل مجهولة. لكن الكل أجمع على أنه كان ضحية نصب من قبل عصابة رضى، الذي أفاد أنه منذ صغره كان مهووسا بالشرطة، وهي الوظيفة التي حلم بالاشتغال فيها، لكنه عجز عن تحقيق حلمه لظروف عائلية قاهرة، لذلك اتفق مع صديقه عبد السلام في الشهور القليلة الماضية على أن ينتحلا صفة شرطيين ليقوما بالنصب على الضحايا من أرباب المقاهي الشعبية التي يرتادها المنحرفون من المدمنين على استهلاك المخدرات والأشخاص الذين يختلون بالفتيات بأماكن خالية بسطات وابتزازهم وسلبهم أموالهم تحت طائلة الترهيب بالزج بهم في السجن. ولتكون صورة رجل الأمن كاملة قررا الاستعانة ببعض اللوازم التي يستعملها رجال الشرطة في عملهم اليومي للإيقاع بالضحايا في شراكهم، ولهذه الغاية اقتنى رضى جهاز راديو لاسلكي شبيه بجهاز الاتصال اللاسلكي الذي يستعمله رجال الأمن، كما تزود بعصا شبيهة بالتي يستعملها رجال الشرطة، بالإضافة إلى شارة صدرية خاصة بالقوات المسلحة الملكية وبطاقة المرور مكتوب عليها service de police وغشاء جلدي شبيه بغشاء المسدسات، وشرعا في عملية النصب على الضحايا .