تسببت الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في المركز الاستشفائي ابن رشد في إتلاف جهاز للتنفس الاصطناعي، أكدت مصادر «المساء» أن ثمنه يتجاوز 200 مليون سنتيم، وأنه تزامنا مع انقطاع التيار الكهربائي كان مريضان يوجدان تحت الجهاز ويتنفسان بواسطته وأنه لحسن الحظ لم يفارق المريضان الحياة. وأضافت المصادر نفسها أنه إلى حدود أمس الأربعاء انقطع التيار الكهربائي عن مختلف أجنحة المركز ثلاث مرات، وأن تأثير هذه الانقطاعات يظهر في أقسام المستعجلات، حيث يوجد العديد من المرضى تحت العناية المركزة، مما يمكن أن يتسبب في وفاة أحد المرضى. وأضافت المصادر ذاتها أن الانقطاع الذي سجل في مستشفى 20 غشت يوم الاثنين الماضي في الفترة الليلية، والذي دام لمدة عشر دقائق، تزامن أيضا مع إجراء عملية جراحية لأحد المرضى، والتي كانت على وشك الانتهاء، علما بأن المريض لم يكن قد استفاق بعدُ من التخدير وأنه استعاد وعيه بشكل عادي، وهو ما كان من الممكن ألا يحصل في حالة أخرى. وسبق أن انقطع التيار الكهربائي عن المركز الاستشفائي قبل حوالي عشرة أيام، حيث ظل المركز بدون كهرباء لمدة نصف ساعة، وهي مدة ليست بالقصيرة ويمكن أن تربك عمل الأجهزة في المستشفى وفي مختلف المصالح، سواء المتعلقة بتصفية الدم أو بأجهزة التنفس أو حاضنات الخدج في قسم الأطفال مما يفرض، تضيف مصادر مهنية، ضرورة التدخل لوقف سلسلة الانقطاعات التي يمكن أن تكون لها نتائج وخيمة، سواء تعلق الأمر بإزهاق أرواح بعض المرضى في أوضاع صحية دقيقة أو إتلاف الأجهزة الطبية. وتساءلت المصادر نفسها عن سبب عدم تشغيل المولد الكهربائي الاحتياطي الذي يوجد بالمركز، وهو ما يمكن أن يُجنِّب الأخطار التي يمكن أن تحذق بهم. يذكر أن الكهرباء انقطع أمس الأربعاء عن المركز في الفترة الصباحية، مما تسبب في ارتباك مجموعة من المصالح. وأضافت مصادر «المساء» أن عمل المستشفى بنظام معلوماتي يتوقف مع انقطاع الكهرباء يمكن أن يشل السير العادي لمصالح زوار المركز الاستشفائي. وقد اتصلت «المساء» بمدير المركز الاستشفائي ابن رشد عدة مرات وتعذر عليها أخذ تصريح له بهذا الخصوص، ومعرفة أسباب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في أكبر مركز استشفائي على الصعيد الوطني.