سيضطر حوالي 360 تلميذا من أحياء «الإنارة» و«المسيرة» 1 بجميع أشطرها بمدينة مراكش إلى قطع ثلاثة كيلومترات مرتين على الأقل كل يوم، مشيا على الأقدام، وطيلة الموسم الدراسي الحالي، للوصول إلى الملحقة الثانوية سيدي عبد الرحمان، التي ليست في الأصل سوى مدرسة ابتدائية، نقلوا إليها على غير عادة من سَبِقهم من التلاميذ الناجحين من إعداية القدس. إذ من المفروض، حسب أولياء أمور هؤلاء التلاميذ، الذين احتجوا صبيحة أول أمس الاثنين أمام نيابة التعليم بمراكش، أن يدرسوا سنتهم الأولى جذع مشترك بثانوية الزرقطوني التأهيلية، ذات السمعة الطيبة في التدريس بالمدينة، على اعتبار أن الثانوية تقع بين أحيائهم، ولا تبعد إلا ب 100 متر، لكن التلاميذ فوجئوا بنقلهم إلى مؤسسة أخرى غير تلك التي كانوا يعتقدون أنها ستكون مؤسستهم التعليمية طيلة هذه المرحلة التعليمية. الآباء الذين التقتهم «المساء» حكوا بمرارة أنباء، -لم تتأكد «المساء» من صحتها من المسؤولين بالنيابة، الذين رفضوا الخوض في الموضوع- مفادها أن عملية «إبعاد» أبنائهم جاءت من أجل استقبال تلاميذ من التعليم الخصوصي، وآخرين من المفروض أن تحتضنهم ثانوية صلاح الدين الأيوبي. ولم يخف أحد الآباء انزعاج المحتجين من عدم استقبال نائب وزارة التربية الوطنية لهم، بينما كان يقف العشرات من آباء وأولياء التلاميذ، المتضررين من هذا القرار المفاجئ، أمام بناية الوزارة بالمدينة الحمراء من أجل جعل المسؤولين يعدلون عن هذا القرار الذي اعتبره أولياء أمور التلاميذ «غريبا ومفاجئا». ويتوفر المحتجون على وثيقة توجيه بتسجيل أبنائهم في ثانوية الزرقطوني، لكنهم فوجئوا بعدم وجود أسمائهم في اللوائح المعتمدة داخل الثانوية. الأمر الذي لم يكن ممكنا لو أن نيابة التعليم نفذت ما وعدت به ببناء ثمان حجرات بالثانوية المذكورة، يضيف المحتجون، كما كان منتظرا قبل بداية الموسم الدراسي الحالي، مما خلق مشكلا أمام هؤلاء التلاميذ. في الوقت الذي كانت مؤسسة ابن الزيات قد تحولت هي أيضا إلى ملحقة لثانوية الزرقطوني.