يسود ارتباك واضطراب لدى كافة المتدخلين في الشأن التعليمي بنيابة البرنوصي، حول كيفية تدبيرالمرحلة الانتقالية في ظل تأخر إتمام بناء المؤسسات التعليمية بمشروعي السلام 1و,2 المخصص لإعادة إيواء قاطني دوارالسكويلة وطوما، والتي كان من المقرر أن تستقبل أزيد من 1650 تلميذا وتلميذة في الموسم الدراسي الحالي. وتوقعت مصادر مسؤولة في إطار تتبع إنجاز مشروع السلام ,2 أن تكون ابتدائية السلام 2 فقط جاهزة في الأيام المقبلة، لاستقبال ما يقارب 800 تلميذ، أي أقل من النصف، وتضم 12 قسما. فيما مدرسة السلام 1 لن تفتح أبوابها هذه السنة، مشيرة في تصريح لـ التجديد إلى أن ابتدائية الحاج التباع (وهي المدرسة الوحيدة التي تتواجد بالمنطقة الفلاحية المجاورة للمشروع)، ستستقبل بعض التلاميذ، مع العلم أن طاقتها الاستيعابية لاتتجاوز400 تلميذ، وتتوفرعلى 6 أقسام فقط، إضافة إلى عدم توفرها على الماء وعلى المراحيض. وكان من المقرر أن تستفيد الابتدائيات الثلاث بمشروع السلام 1و2 من مبادرة توزيع مليون محفظة، وتبلغ فيها حصة ابتدائية السلام 735 محفظة، وخصصت لابتدائية السلام 636 1 محفظة، ثم ابتدائية السلام 2 552 محفظة. ومن جهة أخرى انعدم الحل لدى نيابة البرنوصي، فيما يخص تلاميذ المستوى الإعدادي والثانوي، بعد أن تأكد تأخر بناء المؤسسات التعليمية المخصصة لذلك المشروع، حيث ظل التلاميذ في المؤسسات التي كانوا يدرسون بها بكاريان طوما (إعدادية عبد الواحد العلوي وعبد الله كنون، وثانوية خديجة أم المؤمنين) قبل التحاقهم بالسكن الجديد، بحيث أصبح عليهم الآن أن يقطعوا مسافة 5 كيلومترات للوصول إليها. ويشتكي كثير من الآباء من تعنت مديري بعض المؤسسات التعليمية بأناسي؛ التي لجأوا إليها لاستقبال أبنائهم، وتبقى الأقرب نسبيا إلى مساكنهم إلى حين استكمال بناء مؤسسات المشروع الجديد، وعبر أب لتلميذة معاقة لـ التجديد على أن الحالة الصحية لابنته لم تشفع لها للاستجابة لطلب الانتقال إلى إعدادية بأناسي، مؤكدا أنه إذا سدت في وجهه الأبواب، سيضطر إلى أن يتخذ قرار مغادرة ابنته المدرسة نهائيا، لأنها لا يمكن أن تقطع مسافة 5 كيلومترات أربع مرات في اليوم، لتصل إلى إعدادية عبد الله كنون بكاريان طوما. وفي سياق متصل عبرت ساكنة المشروع الجديد، وتبلغ بحسب معطيات مؤسسة العمران 3468 عائلة لحد الآن،عن مخاوفهم اتجاه ما يطرحه وضع الدخول المدرسي بمشروع السلام1و,2 ومن تداعياته على أبنائهم الممدرسين، وذلك في ارتباط بمشاكل أخرى تعرفها المنطقة، وتتعلق بغياب الإنارة العمومية بالشوارع وانعدام وسائل النقل، مؤكدين أن ذلك خلق لهم أعباء إضافية إذ عليهم اصطحاب أبنائهم إلى المدارس البعيدة كل يوم. وكان تلاميذ السنة الأولى بكالوريا الجدد من الساكنة المتبقين بكاريان طوما والتجزئات السكنية المجاورة؛ قد تم تنقيلهم إلى مؤسسات تعليمية بالبرنوصي ، قبل أن يتم التراجع عن هذا القرار بعد احتجاج الآباء وأولياء أمورهم. ووفقا لمعطيات التشخيص الاجتماعي-اقتصادي، الذي كان قد أشرف عليه قسم المصاحبة الاجتماعية بسيدي مومن، يبلغ عدد الممدرسين بمختلف الأسلاك التعليمية بكاريان طوما أزيد من 1650 تلميذا وتلميذة، موزعة على التعليم ما قبل الأولي بـ 129 تلميذا، و 888 تلميذا بالتعليم الابتدائي، وتسجل أعلى نسبة بمستوى التحضيري بأزيد من 190 تلميذا ومستوى التاسعة إعدادي بـأزيد من 187 تلميذا. يذكر أن مؤسسة العمران المشرفة على مشروع السلام 1و,2 قد خصصت47 مرفقا اجتماعيا واقتصاديا، منها ما هو في طورالانجاز، أو في طور إبرام الصفقات، ومنها ما هو في طور الدراسة.