هذه أول مرة يأتي فيها إسبان إلى مدينة من مدن الأقاليم الجنوبية للمغرب لكي يتظاهروا تأييدا للانفصال ولجبهة البوليساريو، وما حدث نهاية الأسبوع الماضي في مدينة العيون يؤكد أن هناك خطة أعدت لتأزيم الوضع من قبل بعض المنظمات أو الجمعيات، التي تعلن دعمها المستمر لجبهة البوليساريو منذ عشرات السنين، بحجة «منح تقرير المصير للشعب الصحراوي»، فقد تجمع أربعة عشر مواطنا إسبانيا أتوا خصيصا للتظاهر بالعيون، ورفعوا أعلام جبهة البوليساريو، التي لا تعترف بها الحكومة الإسبانية منذ نشأتها في بداية السبعينيات، وحاولوا تصعيد الوضع للفت أنظار العالم إليهم. والقصة كلها هي أن الحزب الشعبي اليميني في إسبانيا، الذي يرى دائما في المغرب عمقا استراتيجيا انتخابيا، فوجئ بالنهاية غير المتوقعة لأزمة معبر مليلية المحتلة بين مدريد والرباط في الأسابيع الماضية، بعد زيارة وزير الداخلية الإسباني للمغرب في الأسبوع الماضي وصدور بلاغ مشترك بين البلدين يرحب بتهدئة الأجواء ويؤكد على متانة العلاقات المغربية الإسبانية والمصالح المشتركة. هذا المخرج الذي شهدته الأزمة أساء كثيرا إلى الحزب الشعبي، الذي بذل جهدا مضنيا لصب الزيت على النار خلال مرحلة التوتر، وجاء برئيس الحكومة السابق ماريا أزنار من واشنطن لكي يزور مليلية كنوع من الاستفزاز، لدفع الأمور نحو المزيد من التأزم. لذلك فإن حضور هذا العدد من الإسبان بعد زيارة وزير الداخلية الإسباني للمغرب مباشرة، يظهر أن اليمين الإسباني غير راض عن الحالة الراهنة للعلاقات بين البلدين، ويسعى إلى إحراج الحزب الاشتراكي الحاكم وتأزيم علاقة حكومته مع المغرب.