توثق الصورة للعلاقة القوية التي كانت تجمع النظامين الملكيين المغربي والإيراني، إذ تبرز الصورة، التي التُقِطت في شهر أبريل من سنة 1968، الملك الراحل الحسن الثاني وهو يلقي خطابا في العاصمة الإيرانيةطهران، في حفل أقامه شاه إيران رضا بهلوي على شرف ملك المغرب. وتظهر، إلى جانب الملك والشاه، الإمبراطورة فرح، التي تعد الزوجةَ الثالثة لرضا، إذ سبق أن تزوج فوزية، شقيقة الملك فاروق وطلقها بعد ذلك، ثم تزوج الإيرانية ثريا أصفندياري، التي اختارتها له الأسرة وطلقها أيضاً في سنة 1958، قبل أن يتزوج فرح ديبا. وتندرج زيارة الحسن الثاني في إطار العلاقة القوية التي كانت تجمع النظامين، قبل أن تشهد إيران، في سنة 1979، ما يعرف ب«ثورة الخميني» أو «الثورة الإسلامية» في إيران، مما أثر على العلاقة بين الدولة الفارسية والعديد من الأنظمة الغربية والعربية، من بينها المغرب. وكان الراحل الملك الحسن الثاني، الذي كان متوجسا من المد الشيعي، قد اتهم إيران رسميا بوقوفها وراء القلاقل الاجتماعية التي سبقت انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي في المغرب, سنة 1984. وأشار الحسن الثاني، في خطاب تلفزيوني، بأصابع الاتهام إلى إيران وقال حينها: «.. وهنا تظهر الأموال والأوراق المصقولة والصور الملونة ويبدأ صاحبنا الخميني يقول: في هذه الأيام المصيرية التي يمر بها العالم الإسلامي، حيث يعيش مخاضا صعبا، يجتمع أناس يَدَّعون تمثيل الشعوب الإسلامية ويطلقون على جمعهم هذا مؤتمر القمة الإسلامي، والأجدر أن يسمى قمة التآمر الجاهل».. وكان الحسن الثاني، في الخطاب يقرأ ما جاء في منشور وُزِّع في مختلف المدن المغربية. من جهة أخرى، تأثرت العلاقات المغربية الإيرانية بفرار الشاه محمد رضا ولجوئه إلى المغرب، قبل أن يطالب النظام المغربي الشاه الإيراني بمغادرة المغرب، تحت وطأة الضغوطات الشعبية، إلا أن محاولة النظام الإيراني الجديد تصدير الثورة الشيعية إلى الدول الإسلامية حالت دون عودة العلاقات الطبيعية بين المغرب وإيران.