نجح مهرجان أسبوع الجمل بكلميم باب الصحراء هذه السنة في استقطاب ساكنة الإقليم والزوار القادمين من مختلف المدن المغربية، وكذا أفراد الجالية المقيمة بالخارج، إلى فقرات الفروسية التي شاركت فيها ما يزيد عن 12 فرقة تمثل مختلف المكونات القبلية المتواجدة بالمنطقة، حيث كان يتابعها ما يزيد عن 10 آلاف مواطن يوميا حسب ما أكدته ل«المساء» المصادر الأمنية. وحسب المصادر ذاتها فإن ساحة القسم استقطبت ما بين 50 ألفا و70 ألف متفرج تابعوا السهرات الفنية التي أحياها على مدى ثلاث ليال الفنانون المغاربة والفرق المحلية في غياب واضح، هذه السنة، لفنانين أجانب. وفي هذا الصدد، تؤكد مصادر «المساء» أن تراجع ميزانية المهرجان من حوالي 600 مليون سنتيم إلى حوالي 320 مليونا فرض على المنظمين إلغاء فكرة استقدام الفنانين الأجانب، ودفعهم إلى انتقاء بعض الفنانين والفرق الوطنية والمحلية لتنشيط الفقرات الفنية للدورة الرابعة من مهرجان أسبوع الجمل الذي تم تنظيمه هذه السنة من 17 إلى 24 يوليوز الجاري تحت شعار «كلميم.. الذاكرة المشرقة والمستقبل الواعد». ومما ميّز دورة هذه السنة إدراج فقرة «قرية التراث» التي راهن عليها المنظمون لإبراز التنوع الثقافي الذي تعرفه المنطقة على مستوى التقاليد والعادات، وتذكير الجمهور ببعض الألعاب الشعبية كلعبة «السيك» و«أراح» و«كبيبة» و«أردوخ»، غير أن المدير العام لقرية التراث، رشيد الذهبي، أبرز ل«المساء» أن فكرة تنظيم القرية، التي ساهمت في إبراز التقاليد العريقة للمنطقة، واجهتها بعض الإكراهات حالت دون تطبيقها كما هو مخطط له، وأثرت تدخلات بعض أعضاء الجمعية في التفاصيل على فقرات البرنامج، ورغم ذلك تم تفادي هذه العقبات لتحقيق الهدف من الفكرة، وأضاف المتحدث أن من أهم فقرات قرية التراث تنظيم مسابقة في طهي لحم الإبل أسفرت عن فوز امرأتين، الأولى حصلت على جائزة نقدية قدرها 1000 درهم، والثانية حصلت على 500 درهم، فيما تم تنظيم مسابقة أخرى في إعداد الشاي على الطريقة المحلية. وشكّلت «خيمة الشعر» التي صدح فيها شعراء موريتانيون ومحليون بقصائد بمختلف الأوزان والمقامات إحدى أهم اللوحات الفنية التي طبعت هذه الدورة، حيث كان من أبرز الشعراء «المحفوظ ولد بوبا جدو»، و«أدو ولد بنيوك»، و«محمد بوسحاب جغاغة» و«إكين محمد الغيث» إلى جانب الفقرات الغنائية التي أداها «الخليفة بوراس» والفنانة «نانا منت النانا». ولم يخل مهرجان كلميم هذه السنة، والذي عرف تنظيما محكما بفضل الانتشار المتوازن لمختلف القوات الأمنية التي ساهمت في توفير الأجواء المناسبة لإنجاح مختلف الأنشطة، من بروز بعض الأصوات الغاضبة والانتقادات التي رافقت فقراته، وكان مربو الإبل على رأس الغاضبين، حيث نظموا وقفات احتجاجية لا تزال مستمرة إلى ما بعد انتهاء المهرجان، حيث يرى هؤلاء أنه تم تغييب الجمل من المشاركة. ورغم محاولات «المساء» معرفة خلفيات هذه الإشكالية من طرف الجمعية المنظمة للمهرجان، إلا أن أعضاءها فضلوا التهرب من الإدلاء بأي تصريحات للصحافة، ولم يصدر منها طيلة أيام المهرجان أي بلاغ يوضح موقف الجمعية من هذا الاحتجاج، غير أن مصدرا مقربا من الجمعية أوضح ل«المساء» أن إدارة المهرجان التي لم تكن تتوقع رد فعل بهذا الحجم، سبق لها أن عاشت خلافات مالية في دورة 2008 مع بعض أعضاء الجمعية التي تقود الاحتجاج لم تستطع إدارة المهرجان الإفصاح عنها.