أسبوع الجمل بكلميم: قرية التراث تعكس تنوع وغنى الموروث المحلي

تميزت قرية التراث المنظمة في إطار فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان أسبوع الجمل (من 17 إلى 24 يوليوز الجاري)، بتنظيم مجموعة من الأنشطة تعكس مدى تنوع وغنى الموروث الثقافي المحلي لمنطقة واد نون.
ويهدف المنظمون من خلال هذه القرية التراثية، التي ستختتم فعالياتها مساء أمس الخميس، إلى إبراز القيمة الروحية والمادية للتراث الثقافي للمنطقة وإحياء جوانب مضيئة من أنماط الحياة بها، وكذا الدور التاريخي للمنطقة كملتقى مغاربي إفريقي للقوافل والثقافات.
وتضمن فضاء هذه القرية مجموعة من الخيام الموضوعاتية التي منحت للزائر فرصة الاطلاع على كل مكونات الموروث الثقافي، ونمط عيش الإنسان بهذه المنطقة وأنشطته التي كان يزاولها وما يزال منذ عقود من الزمن، وكذا الآليات التي يستعملها في حياته اليومية.
ومن بين مكونات هذه القرية، هناك خيمة "العرس الصحراوي والأمازيغي" التي عرضت نماذج حية للعرسين الصحراوي والأمازيغي بتقاليدهما وطقوسهما وعاداتهما، بالإضافة إلى خيمة "الألعاب الشعبية" من قبيل لعبة "السيك" و"أراح" و"كبيبة" و"أردوخ".
وقد شكلت خيمة "الحكاية" أيضا مناسبة للزائر للتعرف على فنون الحكاية الشعبية وجلسات "الحكي" والغناء لدى ساكنة المنطقة، فضلا عن خيمة تؤرخ لذاكرة المنطقة عرضت فيها صور تجسد لفترات زمنية معينة مرت بها مدينة كلميم.
كما أن الجانب الديني كان حاضرا في هذه القرية التراثية من خلال خيمة "لمسيد" (التعليم العتيق)، والتي تبرز الحياة الدينية والعلمية لدى ساكنة وادنون قديما، عبر عرض نموذج حي لمحضرة قرآنية تقليدية يلقن فيها القرآن الكريم والأذكار النبوية.
وتمثل "المحضرة" بالنسبة للإنسان في الصحراء جامعة متنقلة يتلقى فيها الطالب المبادئ الأولية للقراءة والكتابة وتعليم أصول الفقه والدين.
وقد خصصت أيضا ضمن فعاليات هذه القرية التراثية خيمة تبرز طريقة إعداد الشاي الصحراوي وأخرى للطبخ تعرف بأهم المأكولات المعروفة لدى ساكنة واد نون، ولاسيما تلك المرتبطة بلحم الإبل و"العصيدة" و"المكلي" و"المريس".
ومن بين الأنشطة الثقافية والفنية التي حفلت بها فعاليات القرية التراثية، والتي حظيت بإقبال جماهيري، الأمسية الشعرية الغنائية التي احتضنتها يوم الأربعاء "خيمة الشعر"، بمشاركة الفنانين الموريتانيين "المحفوظ ولد بوبا جدو" و"أدو ولد بنيوك" والفنانة الموريتانية "نانا منت النانا"، إلى جانب فنانين وشعراء من مدينة كلميم، وعدد من الأقاليم الجنوبية ك"محمد بوسحاب جغاغة" و"إكين محمد الغيث" و"الخليفة بوراس".
وقد استمتع جمهور واد نون خلال هذه الأمسية، التي حضر جانبا منها والي جهة كلميم-السمارة عامل إقليم كلميم السيد أحمد حيمدي، بالأغنية والشعر الحسانيين اللذين استطاع من خلالهما هؤلاء الشعراء والفنانون كسب ثقة الجمهور الذي تفاعل مع العروض المقدمة.
من جانب آخر، تختتم اليوم عروض الفروسية التي انطلقت منذ الأحد المنصرم، حيث حظيت بإقبال جماهيري واسع، وشاركت فيها نحو 12 فرقة تمثل مختلف المكونات القبلية بالمنطقة.